تختتم، اليوم، فعاليات الصالون الوطني الأول للمناولة بعد أربعة أيام من العرض والنشاطات، أهمها الملتقيات المتخصصة التي نظمت لمناقشة آفاق هذا القطاع وإسهاماته في رفع ودعم أداء المنظومة الصناعية في البلاد، خصوصا في ضل الحركية التي يشهدها القطاع خلال السنوات القليلة الماضية سمتها الإقبال المكثف للمستثمرين الأجانب الراغبين في شراكات مع متعاملين جزائريين في مختلف القطاعات الاقتصادية المنتجة. وفي هذا الصدد، قال المدير العام للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة محمد شامي أن الفرصة سانحة حاليا للشركات العمومية الكبرى على غرار "سوناطراك" و"سونلغاز" و"الشركة الوطنية للمركبات الصناعية" لاستحداث مؤسسات صغيرة ومتوسطة وطنية أوعلى الأقل مرافقتها، لا سيما تلك الناشطة في القطاعات الملحقة مثل قطاع تصنيع أوتجميع قطع الغيار، وذلك لاختزال فاتورة استيرادها من الخارج. وقال شامي في تصريحات إذاعية على هامش فعاليات هذا الصالون أن المناولة الصناعية تلعب دورا مهما في تمكين الصناعات الصغيرة والمتوسطة من الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، كما تلعب دورا أساسيا في تنمية وتنظيم النشاط الإنتاجي في الوحدات الصناعية من خلال رفع قدراتها الإنتاجية والتنافسية وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الوطني، موضحا أن الهدف من الصالون يتمثل بالدرجة الأولى في تحقيق الاندماج الاقتصادي والصناعي محليا، والوصول إلى صناعة مواد تستورد حاليا من الخارج بالعملة الصعبة. برنامج التصنيع المحلي من شأنه استحداث الآلاف من مناصب الشغل وقال شامي إن فاتورة استيراد قطع الغيار تقدر حسب الإحصائيات الأخيرة لمصالح الجمارك الجزائرية بحوالي 5 مليارات دولار سنويا، موضحا أن شركات المناولة المحلية سطرت برنامج عمل يمتد على 10 سنوات يهدف إلى تصنيع 20 في المائة من هذا الرقم قصد اقتصاد ما يقارب مليار دولار من مبلغ فاتورة الاستيراد، موضحا أن هذا البرنامج من شأنه خلق الآلاف من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة. وأفاد شامي أن قطاع المناولة في الجزائر له خصوصياته، فإذا كانت مؤسسة بحاجة إلى المادة من السوق تعرض دفتر شروط بكل المواصفات التقنية لجميع متطلباتها على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، هذه الأخيرة تعمل على احترام هذه الشروط بناء على عقد الجودة من اجل مطابقة المنتوج المحلي بالمنتوج المستورد. 25 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة ستساهم في انجاز أول شاحنة مرسيدس بالجزائر وما الملاحظ حسب ذات المتحدث أن السوق الوطنية تضم عدة شركات لديها قدرات إنتاجية عالية وتملك آلات عصرية تمكنها من تصنيع المنتوج. كما أن لديها قدرة إنتاجية وإطارات كفؤة ويد عاملة مؤهلة خصوصا في مجال قطع غيار الميكانيكا الذي يبقى من بين الأنشطة المناولاتية الأكثر تطورا بالنظر إلى صفقات المناولة التي أبرمت أومن المرتقب أن تبرم في مجال صناعة السيارات والشاحنات، وفي هدا الصدد قال شامي أن عدد الشركات التي تساهم في صناعة قطع غيار السيارات لأحدى الشركات العالمية، في إشارة إلى المشروع الجزائري الألماني الإماراتي لانجاز الشاحنات منة طراز "مرسيدس بنز" في الجزائر يقدر ما بين 25 ألف إلى 30 ألف شركة صغيرة ومتوسطة تساهم بطريقة مباشرة أوعير مباشرة في عمليات التصنيع.