تقوم الدبلوماسية المغربية بمساع حثيثة لحشد الدعم لمشروع الحكم الذاتي الذي تقترحه المغرب لحل قضية الصحراء الغربية غير أن هذه التحركات التي تتزامن مع تعيين المبعوث الشخصي للأمم المتحدة ''كريستوفر روس'' وإعلان الرباط غلق سفارتها الخميس الماضي بفنزويلا وضمان دعم بلغاريا للموقف المغربي لحل قضية الصحراء الغربية توحي بأن مخططات سرية في صالح المغرب لاستغلال الظرف العالمي الحالي المتميز بالغموض لفرض حل الحكم الذاتي على الصحراويين وهي التحركات التي يجب أن تقابل بتحركات دبلوماسية لإجهاض مؤامرة المغرب على الصحراء الغربية. قررت المملكة المغربية اليوم الخميس، إغلاق سفارتها في جمهورية فنزويلا البوليفارية ونقلها إلى جمهورية الدومينيكان وهذا القرار الذي نشرته وزارة الخارجية المغربية والتعاون يأتي على إثر مواقف السلطات الفنزويلية المؤيدة لقضية الصحراء الغربية والى إجراءات التأييد التي اتخذتها مؤخرا حكومة هذا البلد لفائدة الجمهورية الصحراوية. ويظهر أن قرار المخزن بنقل سفارته من فنزويلا الى الدومينكان يعكس الضغط الأمريكي والإسرائيلي وتواطئه مع النظام المغربي في قطع علاقاته مع دولة الرئيس ايقو شافيز التي طردت السفير الإسرائيلي من كراكاس ومنه تلقي ضمانات بالوقوف مع المغرب في قضية الصحراء الغربية. وبالمقابل جدد نائب الوزير الأول وزير الشؤون الخارجية البلغارية السيد إيفالو كالفين، يوم الأربعاء، بصوفيا التأكيد على دعم بلاده للمغرب في البحث عن حل متفاوض بشأنه لقضية الصحراء. وأعرب السيد كافلين، خلال لقاء مع السيدة لطيفة أخرباش كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، عن أمله في أن يساهم تعيين المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في تحقيق تقدم ملموس لتسوية هذه القضية، مشددا على أن بقاء هذا النزاع يحمل في طياته مخاطر عدم الاستقرار وانعدام الأمن بالنسبة للمنطقة. وأشار نائب الوزير الأول البلغاري إلى التكلفة الناجمة عن غياب وحدة مغاربية مبرزا أهمية الاندماج الإقليمي كرافعة للتنمية، مشيرا في هذا السياق إلى النموذج الناجح للاندماج الذي حققته بلغاريا مع جيرانها، وخاصة رومانيا واليونان وتركيا. وأشاد السيد كالفين، من جهة أخرى، بالدور المهم الذي يضطلع به المغرب في مجال النهوض بالتعاون الأورو-متوسطي وكذا بالإنجازات الديمقراطية الكبيرة، الاقتصادية والاجتماعية التي حققتها المملكة، التي مكنتها من الحصول على وضع متقدم مع الاتحاد الأوروبي. ومن جانبها، استعرضت السيدة أخرباش آخر تطورات القضية الوطنية، مذكرة بالتزام المغرب لفائدة اندماج بلدان المغرب العربي، باعتباره الطريق الوحيد للتنمية وازدهار بلدان المنطقة. وتؤكد هذه التصريحات من الجانبين البلغاري والمغربي النفاق السياسي العالمي في التعامل مع مختلف القضايا العادلة فالكل يسعى حاليا لبيع القضايا والاستفادة منها ماديا وتحقيق أغراض ضيقة على حساب حرية الشعوب وثرواتها وعليه فقضية الصحراء الغربية التي تعرضت للعديد من الخيانات لن تقبل بالتماطل أكثر فأكثر وعلى جبهة البوليزاريو تحضير نفسها لكل التطورات المستقبلية التي لا تنبأ بالخير. ------------------------------------------------------------------------