غوركوف يعترف بالأداء المتواضع لتشكيلته يتّفق الجميع على أنّ الخرجة الأولى للمنتخب الوطني بعد كأس أفريقيا 2015، أول أمس، أمام نظيره القطري لم تكن مقنعة وكانت محتشمة الى أبعد الحدود، وحتى الناخب الوطني كريستيان غوركوف أكد ذلك صراحة، واعتبر ان اللقاء الذي قدمه "الخضر" كان بعيدا عن تمنياته ورؤيته للعب. فقد لاحظنا عدة هفوات لمنتخبنا الوطني في هذه المباراة الودية التحضيرية التي تطرح عدة تساؤلات حول الحلول التي من الضروري إيجادها قبل انطلاق المواعيد الرسمية في الصيف القادم. وكان الفريق القطري أحسن بكثير من ناحية استغلال الحملات لصالحه وتحويلها إلى هجمات وفرص كبيرة، خاصة وأنه تمكّن من توقيع هدف الفوز في لقطة بمنطقة الفريق الوطني، وبحضور عدة لاعبين بدون عناء كبير، كما واصل الفريق المنافس إحداث الخطر، بالرغم من امتلاك الكرة بصفة مستمرة من طرف لاعبينا. وبالتالي، فإن كرة القدم الحديثة تتطلب "الفعالية" في التنفيذ وليس الاستحواذ على الكرة بشكل أفقي، الذي لا يسمح الوصول إلى المرمى بسرعة قبل أن يتجمّع لاعبو الفريق المنافس ويصدّوا المحاولة. غوركوف أراد أن يجعل مباراة يوم الخميس الماضي أمام قطر بمثابة الانطلاقة الحقيقية لعمله بشكل عميق، وقام ببعض التغييرات التي من الممكن أن تعطي أشياء في المستقبل، بإدخال بعض العناصر الجديدة التي بالفعل كانت في الموعد على غرار شافعي وشنيحي، في حين أنّ غزال لم يكن في المستوى المطلوب. محور الدفاع..أسماء وحلول ويبقى المشكل الحقيقي الذي سيكون العمل فيه مركزا بصفة كبيرة هو المتعلق بمحور الدفاع، الذي يبقى النقطة غير المستقرة الأولى بعد رحيل بوقرة وتعرض بلكالام وحليش لإصابات، وبالرغم من امكانيات مجاني وشافعي، إلا أنّ مبدأ الانسجام يطرح نفسه بإلحاح، حسب ما تابعنا في مباراة قطر، ولحسن الحظ كان الحارس دوخة في المستوى ورد على المحاولات بجدية و براعة، أين وجد نفسه في دور آخر مدافع في العديد من المرات. وإذا كان الضعف في الدفاع قد أحرج المتتبعين، إلاّ أنّ دور الحارس دوخة جعلنا نرتاح لوجود حارس بإمكانه منافسة الحارس الأول في الفريق الوطني وهو مبولحي، في حالة غياب هذا الأخير من حين لاخر عكس ما كان في الماضي القريب. براهيمي..تموقع غير مناسب كما أنّ الجانب التكتيكي لعب دوره في أداء صانع ألعاب نادي بورتو ياسين براهيمي، الذي لم يجد ضالته وبقي يبحث عن الوضعية المناسبة التي قد تسمح له القيام بالمحاولات الفعالة، وتقديم كرات ذكية لزملائه. وعلى الناخب الوطني إيجاد الوصفة التي تمكن هذا اللاعب البارع من تقديم الكثير، وصرّح براهيمي أنه يجد نفسه على اليسار أو الوسط ولا يوجد أي مشكل، لكن تموقعه يوم الخميس لم يحدث الفارق الذي كنا ننتظره. لكن من جهة أخرى، لابد من الاعتراف أن دورة قطر تعد مرحلة تحضيرية لرؤية أكبر عدد ممكن من اللاعبين، خاصة الجدد الذين بإمكانهم الدخول في المنافسة أين لاحظنا أن شنيحي يملك قدرات كبيرة قد تعطى له الفرصة باستمرار بداية من المباراة القادمة أمام المنتخب العماني. تقديم عروض أفضل أمام المنتخب العماني وبهذه المناسبة قد يدخِل الناخب الوطني غوركوف بعض التغييرات مقارنة بالمباراة الأولى للسير في المشروع الذي جاء به، ولذلك فإنّ كل التركيز سيكون على جعل محور الدفاع أكثر أمان ربما بإدخال بن العمري رفقة شافعي نظرا للعبهما في الماضي القريب معا في منتخب الآمال، وإعطاء حرية أكثر للاعب براهيمي بعودة فغولي على الناحية اليمنى لوسط الميدان. وعلى ذكر وسط الميدان، فإنّ حضور بلايلي منذ بداية اللقاء يوم الاثنين القادم قد يكون أحسن لإعطاء لهذه "الموهبة" الوقت الكافي لإظهار القدرات الكبيرة التي ننتظرها ضمن "الخضر"، خاصة وأنّ مهاجم نادي بارما بلفوضيل يوجد في حالة بدنية جيدة، بالرغم من المشاكل التي يمر بها ناديه الايطالي. فالمنتخب الوطني سيكون مطالبا لرفع مستوى الاداء أمام نظيره العماني في المباراة المقبلة، حيث أن المنافس القادم ل "الخضر" كان قد فاز بسداسية كاملة في مباراته ليوم الخميس أمام نظيره الماليزي، وسيكون على أرضية الميدان بمعنويات عالية لتأكيد خرجته الأولى الموفقة بقيادة المدرب الفرنسي بول لوغوان، الذي بالرغم من الانتقادات التي طالته بعد منافسات كأس آسيا يكون قد استعاد الثقة بعض الشيء في عمله بعد هذه السداسية. فالمواجهة ينتظر أن تكون ذات مستوى بين الفريقين الجزائري والعماني من الناحيتين التكتيكية والفنية، نظرا لنظرة كلا المدربين غوركوف ولوغوان المتقاربة فيما يخص كرة القدم بإعطاء الأولوية للعب الهجومي.