''كانت لي علاقات وطيدة مع ألمع الوجوه الثقافية الجزائرية'' عبارة قالها الشاعر وسفير الفقراء في الأممالمتحدة أحمد فؤاد نجم، والذي حل ضيفا بالجزائر ليعيد ذكرياته الجميلة بها، والتي مكث بها مدة، وفي حديثه مع''الشعب'' تحدث نجم عن علاقته بالجزائر وعن القضية الفلسطينية. مرحبا بك في الجزائر، ما سبب هذا الغياب ع1نها؟ أنا سعيد بتواجدي في البلد الذي قضيت فيه أجمل أيام حياتي، حيث كانت لي علاقة مع ألمع المثقفين الجزائريين أمثال الطاهر بن عيشة، الذي التقيت به في المسرح الوطني الجزائري، حين دعا الساهرين على تألق هذه البناية أعز صديق لي في أيام إقامتي بالجزائر، إضافة إلى عبد العالي رزاقي والطاهر وطار الذي أتمنى له الشفاء العاجل، لقد تلقيت عدة دعوات من الجهات الرسمية في الجزائر، إلا أنني رفضتها لأنني أريد أن أنزل ضيفا على الشعب لا على السلطات، وهذا ما جعلني أغيب هذه المدة على بلدي الثاني الجزائر. كيف رأيت الجزائر مقارنة مع الثمانينات، وكيف وجدت الشارع الجزائري مع أحداث غزة؟ صراحة جزائر اليوم مختلفة تماما على جزائر الأمس، وأنا أقصد العاصمة، هذه الأخيرة التي كانت في الثمانينات مملوءة بالمساحات الخضراء على العكس اليوم أين أصبحت المساحات السكانية تغطي معظم مساحتها، لكن رغم هذا فالجزائر لها مكانة كبيرة في قلبي، أما عن الشارع الجزائري فأنا سعيد بالحضور القوي للأجيال الجديدة، التي بينت الوقوف الأبدي للجزائر مع شقيتها فلسطين، فقد وجدت، كما قلت منذ وصولي إلى الجزائر، أن القضية الفلسطينية أكثر حياة في الشارع الجزائري وسط هذه الأجيال على سنوات الثمانينينيات، وهذا يخلق الأمل في قلوبنا حتى تنهض الأنظمة العربية من سباتها. ما رأيك في الواقع الذي يعيشه الإنسان العربي في ظل العولمة التي اجتاحت شتى الميادين؟ في الحقيقة المواطن''مابيدو حيلة''، فهو يخضع لأوامر السلطة وإن خالفها سيتعرض لعقوبات ويصبح في خبر كان، لكن هناك أشياء وأعمال كثيرة من المفروض لا يكون المواطن حبيسها، وأنا أتمنى أن يبتعد الشباب خاصة على سياسة التضامن على ورق، لكن يحاولون التحاور مع المسؤولين حتى يعرفوا''الأمور ماشيا كيف''، ويتحد المواطنون مع بعض حتى لا يسقطون في متاهة الندم، أين يصبحون يقولون ''لو عملنا كدا وكدا'' حيث يصبح هذا الكلام بلا معنى ولا نفع. وعن الثقافة، فما علاقتك مع طبقة المثقفين الجزائريين؟ كانت لي علاقات وطيدة مع مجموعة من المثقفين الجزائريين، منهم كاتب ياسين، الطاهر بن عيشة، هذا الأخير الذي كان لا يحب'' الهزار'' وقت الجد وأنا سعيد بلقائه قبل رجوعي إلى مصر حيث ألمنا المسرح الوطني بعد فترة طويلة من الغياب، إضافة إلى الطاهر وطار وآخرين، وأريد القول أن الشعب الجزائري له مكانة عند المصري الذي يمجد الثورة التحريرية ورجالاتها، وهذا شيء لا جدال فيه، كما يفعل الكثيرون الذين يشككون في هذه العلاقة، ومن جهة أخرى أريد القول لكل واحد يقول أن المصري خاين وقت الاعتداء الصهيوني على غزة، أن يتركوا هذه التسمية، فوالله هذا كلام يجرح، فالشعب المصري حاجة والسلطة حاجة أخرى. أخيرا حدثنا عن أشعارك، وأمنياتك؟ أنا معظم إبداعاتي وخاصة مع الشيخ إمام ولدت في زنزانة، فتقدر المدة التي قضيتها في السجن في مجملها 18 عاما، وقد اخترت العامية في كتاباتي حتى يفهمني الكل، وكل شعر من أشعاري كانت له حادثة أو قصة، أما عن مذكراتي فقد فضلت روايتها على كتابتها، وربما يأتي اليوم الذي أجمعها فيه في كتاب. أما عن أمنياتي فقد رأيت في الجزائر أقلام شابة تكتب الشعر بالعامية''غير شكل''، فأتمنى أن يكملوا دربهم ويحملوا وراءنا المشعل، كما أتمنى للأنظمة العربية عموما والمصرية خاصة الشفاء من مرضها .