أبدى المتعاملون الاقتصاديون تحفظا من الطريقة السريعة التي اتبعتها الجزائر في الانضمام إلى المنطقة العربية للتجارة الحرة مطالبين بمهلة أخرى تسمح للاقتصاد الوطني من التأهيل والنجاعة السامحة له بمواجهة منافسة تدفق سلع عربية على السوق الوطنية. وأكد رضا حمياني رئيس منتدى رؤساء المؤسسات هذا الطرح في اليوم الإعلامي حول الانضمام إلى المنطقة العربية للتجارة الحرة من تنظيم وزارة التجارة بمقر وكالة ترقية التجارة الخارجية '' اجاكس'' . وقال حمياني في سرد انشغالات المتعاملين أن النقاش المثير والجدل المفتوح ليس احتجاجا على الانضمام إلى المنطقة العربية للتجارة الحرة، لكن لعدم التحضير الجيد له. وتساءل حمياني الذي رحب بانضمام الجزائر إلى الفضاء العربي والتجاوب مع حالة الانفتاح اللازم لمحيطها الطبيعي،كيف لم يعقد لقاء بمستوى اليوم الإعلامي مدة عشر سنوات من مناقشة الملف ،للحديث عن كل كبيرة وصغيرة تهم الاقتصاد الوطني. لأن مثل هذا اللقاء يعطي إجابة مقنعة في وقتها عن كل انشغال مهما كانت تعقيداته وصعوبته دون ترك الأمور تمر مرور الكرام. وتساءل أيضا أنه طيلة عشر سنوات من النقاش حول موضوع المنطقة العربية للتبادل الحر بمختلف دوائر الجامعة العربية والقمم، لم يعلم المتعاملون بأي شيء من هذا القبيل. ولم يخبروا بأدق التفاصيل رغم مصيرية الملف للمؤسسة الجزائرية التي تسابق الزمن من اجل التسلح بأدوات المنافسة لفرض الوجود في خارطة وطنية يعاد تشكيلها وهيكلتها، فما بالك بالتصدير إلى الفضاء الخارجي البعيد والقريب. وذكر رئيس منتدى رؤساء المؤسسات أن السوق الوطني تتدفق عليه المنتجات العربية التي تملك الأسبقية في التأهيل ساعدها فيه المحيط المساعد والظروف التي تعمل فيها من زمان. ويزيد هذا التدفق من حجم الاستيراد الجزائري الذي بلغ 40 مليار دولار حاليا بعدما كان لا يتعدى 10 ملايير دولار عشر سنوات مضت. والاستيراد بهذا الحجم ،يقلص فرص التشغيل. وأعطى حمياني مقارنة بين الوضع في الجزائر التي تأخرت في الانضمام إلى المنطقة العربية الحرة بسبب الظروف القاهرة التي عاشتها بمرارة ، ووجود اقتصاد وطني غير منتج للثروة بالشكل الوافي الوفير ،لم يخرج من إعادة هيكلة طويلة الأمد . وقال أن وضع المتعاملين الاقتصاديين مغاير في الجزائر بحكم ظروف الاستثمار ومحيط العمل. ذلك أن انجاز مصنع في الجزائر يكون مكلف بحساب التمويل المرتفع الفائدة ، والعقار غالي الثمن للغاية. وكلها عوامل تزيد في رفع كلفة المنتوج والخدمة وسعرها.عكس ما هو معمول به عند الدول العربية التي قطعت أشواطا كبيرة في اقتصاد السوق . والى جانب هذه التعقيدات ،اشتكى المتعاملون من منافسة السوق الموازي الذي تعرض فيه سلع تايوان تحمل أحيانا مخاطر فعلية على صحة المستهلك وسلامة أمنه الغذائي. ذكر بهذا الانشغال سليمان شنين مساعد المدير العام مصنع الزرابي''طابي دور''، وسياخم، ممثل مؤسسة للتصدير، وممثل مصنع'' بيوفارم'' للأدوية الذي رحب برفع حجم مساعدة الدولة التصدير إلى 50 في المائة ومرافقة المتعاملين في هذه المعركة المصيرية التي تكسر الجزائر من خلالها التبعية إلى المحروقات.