آراء أولياء تنقلها «الشعب» أصبحت الألعاب الالكترونية خاصة «البلاي ستايشن» وسيلة ترفيهية يفضلها الكثير من الأطفال في العطلة الصيفية، إذ لا يكاد يخلو منزل أو شارع من شوارع العاصمة من هذه الأجهزة التي أضحت تستهويهم الى درجة الهوس. لتسليط الضوء على مدى ولع الأطفال بألعاب البلاي يستايشن، قامت «الشعب» بهذا الاستطلاع آخذة آراء الأولياء. «أجهزة نكافئ بها أبناءنا لتفوّقهم في الدّراسة» قالت السيدة «قايدي و»، أم لطفل أحدهما في العاشرة من عمره والثاني في الرابعة عشرة: «ما إن انهى طفلايا عامهما الدراسي، أرغما والداهما على اقتناء جهاز بلاي ستايشن، ليستجيب لرغبتهما مكافئة لهما على تفوقهما في الدراسة». وأضافت السيدة «قايدي.و» قائلة: «اعتقدت في الأول أنها هدية كبقية الهدايا الا أن أدركت مساوئها في حالة استخدامها السيء، فقد أصبح ابني البكر يمضي أكثر من ست ساعات أمام شاشة الألعاب دون أكل أو شرب، حتى أنه امتنع عن تلك الخرجات التي اعتدنا على ترتيبها كلما حل موسم الاصطياف بهدف الترفيه عن النفس، لتجديد طاقتهم وقوتهم قبل عودتهم الى الدراسة»، مشيرة بأنها وأمام هذه الوضعية تشعر حقا أنها لا يمكنها السيطرة على الوضع، خاصة وأن ابنها البكر يتحكم جيدا في مثل هذه الأجهزة بل وسائر الأجهزة التكنولوجية الحديثة،وهو ما يجعلها عاجزة عن السيطرة على الوضع، خاصة أن تلك الأقراص المضغوطة تحتوي على الكثير من العنف لأنها ببساطة تكتسح أسواقنا بشكل لا يخطر على البال». قلق في محلّه وأبدت أمّ أخرى قلقها قائلة: «إبنتي البالغة من العمر ثماني سنوات بارعة في اللعب بجهاز البلاي ستايشن، حيث تستغل معظم أوقات العطلة الصيفية في استخدامه، وقد تفوقني بكثير بعد ان انتقلت عدوى اللعب إليّ، ولكن الأمر الذي يثير انزعاجي وقلقي هي تلك الدراسات العلمية التي لازال يتناولها الباحثون بشأن هذه الألعاب». واستطردت قائلة: «آخر الدراسات التي اطلعت عليها تتعلق بشاب كان يجلس في طفولته أمام جهاز البلاي ستايشن ساعات طويلة، فأصبح لا يستغني عنها بل أدمنها ما أدى الى اصابته ببعض الاضطرابات العقلية أوصلته إلى المستشفى بهدف العلاج». تمنحهم قدرة أكبر على التكيّف مع العالم المعاصر أما «مليكة ي» وهي أمّ لأربعة أطفال، موقفها يتناقض نوعا ما بما أدلت به «قايدي و»، حيث عبرت في هذا الشأن قائلة ل «الشعب: «ما إن تطرق العطلة الصيفية أبوابها حتى يغرق جميع أبنائي في الألعاب الالكترونية خاصة البلاي ستايشن، فهي وسيلتهم المفضلة في فترات العطل، حيث يمضون ساعات طويلة أمامها دون كلل أو تعب، خاصة وأنني لا أوجه لهم أية ملاحظة بشأنها بعد امضائهم سنة في الاجتهاد والدراسة، وأرى أن فصل الصيف هو موسم للراحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى». وأضافت «مليكة» قائلة: «أعتقد أنه بممارستهم لهذه الألعاب فهم يواكبون زمانهم، وبالتالي يمنحهم قدرة أكبر للتكيف مع العالم المعاصر مستقبلا من خلال تحكمهم في مثل هذه التقنيات، بالاضافة الى دورها الكبير والايجابي في تنمية قدراتهم الابداعية». وأبدت السيدة «مليكة ي» فقط امتعاضها من الأشرطة المضغوطة الخاصة بالبلاي ستايشن التي تباع حاليا في السوق قائلة: «أغلبها تحمل أخطارا على الطفل لأنه يعرض من خلالها للعنف المفرط، فيصبح أمر مستهان به مع مرور الزمن». وتبوح لنا «مليكة ي» قائلة: «أنا قلقة لمثل هذه المشاهد المفعمة بالعنف، ولكن لا يمكنني أن أفعل أي شيء أمام الغبطة التي تظهر على وجه أبنائي وهم يمارسون مثل هذه الألعاب، ويسعدهم كثيرا حين يطلقون النار ويصيبون الأهداف». إقبال كبير على الأقراص المضغوطة ومن جهته أكّد ل «الشعب» صاحب محل لبيع الأقراص المضغوطة الخاصة بالبلاي ستايشن ببوزريعة قائلا: «إقبال الآباء على الأشرطة المضغوطة كبير جدا، لأنه شئنا أم أبينا لم يعد للتلفاز تلك المكانة التي كانت في السابق، فلم يعد هذا الجهاز إطلاقا يثير اهتمام الأطفال في ظل الاكتساح الواسع لوسائل التكنولوجيا الحديثة كالأنترنيت، الهواتف النقالة، ومختلف الألعاب الالكترونية، بل أكثر من ذلك فقد يصل الأمر الى أن يضع الأبناء أبناءهم في حرج، حيث يقتدونهم إلى محل بيع الأقراص المضغوطة الخاصة بالبلاي ستايشن، ويقتنون ما يستهويهم من ألعاب دون أدنى اعتراض من آبائهم». وأضاف صاحب المحل قائلا: «وأكثر من ذلك فإن ثمن هذه الأشرطة تقدر عادة ب 100 دينار جزائري للواحدة، وهناك من يجرؤ على بيعها ب150 خمسين دينار جزائري، ورغم ذلك لا يأبه الآباء بهذه الزيادات، وكل ما يهمهم هو تلبية رغبات أبنائهم».