تعرف عملية تموين السوق بمادة الحليب تذذبا أثر بشكل محسوس على تلبية الطلب الاستهلاكي عقب انتهاء شهر رمضان الفضيل، ويبدو أن المشكل كما أكد منسق موزعي الحليب بالعاصمة، يكمن على مستوى الإنتاج الذي تقلص حسبما كشف ذات المنسق من 450 ألف لتر يوميا إلى 300 ألف لتر بمركب «كوليتال» وحده، بسبب مشروع تجديد أدوات الإنتاج المرتقب إنهاؤه في مدة زمنية لا تتعدى الشهر الواحد. عادت منذ الأسابيع القليلة الفارطة الظواهر السلبية لطوابير اقتناء الحليب مرة أخرى في ظل حيرة وتخوف المواطن من تقلص دائرة العرض، إلى جانب إقدام بعض المستهلكين على اقتناء هذه المادة بكمية كبيرة، فعوضا على شراء كيس أو كيسين يقوم في ظل غياب الوعي على مضاعفة الكمية إلى خمسة أو ستة أكياس ما يعمق التذبذب إلى شبه ندرة. ومن أجل الوقوف على أسباب عودة ظاهرة الطوابير تحدثت «الشعب» إلى فريد علمي منسق موزعي الحليب على مستوى العاصمة المنضوين تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، حيث طمأن علمي المستهلك بأن الموزع لن يقصر في تموين المستهلك بمادة الحليب، مبديا تأسفه للتذبذب المؤقت الذي تشهده عملية العرض على اعتبار أن الموزع الذي كان ينقل 5000 لتر لم يعد يوزع سوى 1000 لتر بسبب تقلص إنتاج مصنع «كوليتال» من 450 ألف لتر في شهر ماي الفارط إلى 300 ألف لتر، أي كان يتم من خلال مصنع بئر خادم بتغطية نحو60 بالمائة من الطلب في شهر ماي بعدما كان في السابق يغطي ما لا يقل عن80 بالمائة من طلبات المستهلك العاصمي، لكن اليوم النسبة دون شك تراجعت بشكل محسوس. وأوضح فريد علمي منسق الموزعين ويغطي الطلب على الحليب ببلدية الجزائر الوسطى أنهم قاموا خلال بداية الأسبوع الجاري داخل مصنع الحليب ببئر خادم بحركة احتجاجية توقفوا فيها عن العمل تنديدا بتأخر عملية شحن الشاحنة بالحليب لمدة ساعات حيث تم استقبالهم عقب ذلك من طرف مدير «كوليتال» ووعدهم بتجاوز التذبذب في التموين بعد تركيب الآلات الجديدة المتطورة التي تحتاج إلى مدة شهر لتهيئة المكان وتركيبها ثم الانطلاق في الإنتاج بوتيرة متصاعدة. ومن جهته حسين مداح عضو في تنسيقية موزعي الحليب للعاصمة ويقوم بتغطية كل من بلديتي «رويسو» و»شراقة»، دعا إلى التعجيل بتركيب العتاد الجديد لآلات إنتاج الحليب من أجل إنهاء معاناة الموزع الذي ينتظر ساعات طويلة للشحن وكذا القضاء على أي نقص في العرض لتموين المستهلك العاصمي بما يحتاجه من الحليب بعيدا عن ظاهرة الطوابير. يذكر في سياق متصل أن القطاع الخاص ينتج نحو 400 ألف لتر يوميا من الحليب، فيما يبقى السؤال مطروحا حول مدى القدرة على إنتاج هذا الفارق قصد ضمان توازن واستقرار السوق، ويتحمل في نفس المقام المستهلك جانبا كبيرا من المسؤولية لما يقع فيه الكثيرون من جشع واقتناء غير عقلاني لهذه الأكياس، حيث صار أحيانا المستهلك يخل بقاعدة العرض والطلب خاصة وأننا في وقت ترشيد الاستهلاك، ولعل ظاهرة اقتناء مواطن ربما أسرته لا يتعدى عددها 5 أفراد ويقتني 8 أكياس، ويمكن حتى للتاجر المساهمة في تنظيم عملية البيع، عن طريق عقلنة ما يطلبه المستهلك الذي يقتني بلهفة. ويجدر التذكير أن وزارة التجارة أعلنت في بيان لها أنها قد رخصت لملبنات مجمع إنتاج الحليب «جيبلي» التي تواجه اختلالات في مجال التعبئة بتسويق حليب الأكياس ذي سعة لتر واحد في تعبئة جديدة بصفة مؤقتة، لذا الحليب المبستر المعاد تشكيله أو ما يتعلق ب «حليب الأكياس» من المقرر أن يسوق بصورة استثنائية لمدة زمنية لا تتعدى ثلاثة أشهر في علب ورقية كانت مقتصرة في السابق لتسويق حليب البقر المبستر، من أجل تفادي حدوث أي اضطرابات أو تذبذب في التموين بهذه المادة الحيوية الواسعة الاستهلاك. وطمأنت الوزارة أنه سيتم الإبقاء على نفس التسعيرة السابقة لحليب الأكياس أي في حدود25 دج، ودعت ذات الوزارة المستهلك بالإخطار عن أي تجاوز قد يرتكب من طرف التجار على مستوى المديريات الولائية للتجارة. وأرجعت وزارة التجارة اضطرابات التموين بمواد التعبئة التي تعرفها وحدات مجمع «جيبلي» إلى عطل تقني أصاب المؤسسة الوطنية للبلاستيك و المطاط الكائنة بولاية المدية.