تشهد جل ولايات الوطن ندرة في حليب الأكياس التي هي في الأصل عبارة عن بودرة حليب ممزوجة بكمية كبيرة من الماء لا تغني ولا تسمن من جوع، إلا أنها تبقى تتماشى وقدرة المواطن الشرائية. لا تزال الطوابير الطويلة أمام محلات البيع بالتجزئة وحتى أمام شاحنات توزيع الحليب التي تجد طوابير المواطنين في انتظارها قبل أن فتح المحل، لتبقى الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة في علم الغيب. مسؤول التنظيم لموزعي الحليب بالعاصمة أمين بلور أكد في اتصال هاتفي مع "البلاد" أن أزمة مادة الحليب التي تشهدها مختلف البلديات، تعود إلى عدة أسباب أبرزها نقص الأكياس البلاستيكية عبر مختلف مؤسسات إنتاج الحليب على غرار مؤسسة "كوليتال" ببئر خادم ومصنع بودواو بالعاصمة، بعدما توقفت الشركة الوطنية للبلاستيك "إي أن بي سي" عن تموين الوحدات الإنتاجية بأكياس البلاستيك عبر عدد من ولايات الوطن منذ ما يقارب الشهر، لأسباب تبقى غير واضحة، أرجعها البعض إلى متاعب مالية تعاني منها المؤسسة، مشيرا إلى أن الكمية الحالية لا تغطي 15 يوما، حيث سيتم بعدها نفاد المخزون وتوقف مصانع إنتاج الحليب عن العمل ومن ثمة الدخول في أزمة حليب حقيقية. وأضاف أمين بلور أن من بين الأسباب الأخرى التي أدت إلى تراجع إنتاج مادة الحليب وغيابها في الأسواق هو ندرة بودرة الحليب التي لم تعد كافية لتلبية حاجيات المواطنين، بالإضافة إلى مشكل العتاد الذي لا يلبي طلبات الموزعين إلا بنسبة 50 بالمائة، فعوض أن تنتج 450 ألف لتر حليب تنتج 250 ألف لتر فقط. فقدم الآلات ووسائل الإنتاج التي تعتمد عليها المؤسسة في الإنتاج ساهمت في ظهور الأزمة، بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والمياه. وأشار بلور إلى أن المدير العام قد وعدهم في الاجتماع الأخير الذي جمعهم به قبل أيام بأنه سيتم تركيب العتاد الجديد في غضون شهر من الآن، هذه الآلات الجديدة التي تم إحضارها قبل شهر رمضان ولم تستغل بعد.