شكّل المهرجان الدولي للثقافة والفنون الشعبية الذي انطلق أول أمس بولاية بو جدور بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف نداءً إلى أحرار العالم للتأكيد على هوية شعب يسلب الاحتلال حقوقه الثقافية ويعمل على طمسها بكل ما أوتي من قوة، ليتفرغ إلى مواجهة التضامن الدولي الذي بدأ يلف القضية الصحراوية أكثر من أي وقت مضى. تحت شعار الثقافة في خدمة التحرير والتنمية، أشرف الوزير الأول الصحراوي عضو جبهة البوليساريو عبد القادر طالب عمر على افتتاح التظاهرة الثقافية التي تتزامن والاحتفال بالذكرى الأربعين لوحدة الشعب الصحراوي بحضور وفود دولية هامة يتصدرها ممثلو الوفد الجزائري الذي يضم ممثلين عن وزارة الثقافة واللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي والشبيبة الاشتراكية لدولة السويد وكذا مشاركون من الممكلة المتحدة والد نمارك، جنوب إفريقيا وإيرلندا. وفي كلمة افتتاح التظاهرة التي شملت تنظيم صالون للكتاب وآخر للصناعة التقليدية أكدت وزيرة الثقافة الصحراوية خديجة حمدي أهمية الرسالة السياسية التي يحملها المهرجان الثقافي في مواصلة الشعب الصحراوي لكفاحه السلمي لتحقيق المصير والتمسك بالهوية التي يعمل الاحتلال المغربي على طمس معالمها، وبلهجة شديدة استنكرت حمدي الأساليب التي يلجأ إليها المحتل للقضاء على ثقافة الشعب الصحراوي التي ورثها جيلا عن جيل باعتبارها مقوما أساسيا في توحيد الشعب لتمسكه بأرضه والدفاع عنها بالطرق السلمية التي يرى أنها الحل الأنسب قبل اللجوء إلى السلاح. كما أشادت وزيرة الثقافة الصحراوية بمساهمة الجزائر لإنجاح المهرجان الدولي للثقافة والفنون الشعبية الذي يتزامن مع إحياء الذكرى ال40 للوحدة الوطنية للشعب الصحراوي مؤكدة أن التظاهرة رسالة تترجم عمق التضامن بين الشعبين الصحراوي والجزائري عبر سنوات من التضامن. وفي هذا الإطار أوضحت حمدي أن وزارة الثقافة ساهمت من خلال مشاركتها بوفد رفيع المستوى وبمساهمة الديوان الوطني للثقافة والإعلام، ونوهت حمدي بالجهود التي بذلها الجانب الجزائري لإنجاح صالون الكتاب من خلال توليها طبع العديد من الكتب والمساهمة في إعدادها مشيدة بدور الكتّاب الجزائريين في التضامن مع نظرائهم الصحراويين في نشر رسالة الأدب الصحراوي. ويشمل المهرجان الدولي للثقافة والفنون الشعبية الذي يعقد على مدار ثلاث أيام بولاية بوجدور عدة فعّاليات ثقافية تبرز الموروث الثقافي الذي يزخر به الشعب الصحراوي رغم مرور40 سنة على من الاحتلال في ظل الممارسات المتواصلة من طرف الاحتلال لتبديد عادات وتقاليد الشعب الصحراوي. وعلى هامش المهرجان افتتح لأول مرة صالون وطني للكتاب في إطار دعم التعليم والتعريف بالكتاب والأدباء الصحراويين، حيث ضم المعرض كتبا هامة ترسم مسار كفاح الشعب الصحراوي وتترجم هوية شعب لطالما ناضل من أجل إعلاء صوته غبر المنابر العالمية التي يتوسع مداها في الآونة الأخيرة. ومن أبرز الكتب التي حظيت باهتمام الجمهور الدولي والمحلي كتاب «رحل يستقرون» للشاعر البريطاني سام برغسون بالاشتراك مع الكاتب والفنان الصحراوي محمد سليمان، حيث أقيم بمناسبة صالون الكتاب حفل تقديم وإهداء بالتوقيع لبعض مسؤولي الحكومة الصحراوية وكبار الشعراء الصحراويين. وفي هذا الإطار قدم الكاتب الصحراوي مصطفى الكتاب هو الآخر كتابه حول جيش التحرير ويروي المؤلف مراحل تشكل الجيش وكفاحه، على مدار حقبة زمنية طويلة شكلت اليوم جيشا أقل ما يقال عنه انه احترافي بامتياز لاسيما أثناء الظروف المناخية الصعبة وهو ما أشاد به عديد الملاحظين في مناسبات سابقة.