أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي امس مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور بناء على طلب المدعي العام للمحكمة لويس مورينو أوكامبو. ويأتي هذا القرار بعد مرور أكثر من سبعة أشهر من مذكرة أوكامبو التي وجهت أيضا للبشير تهمة القيام بإبادة جماعية في الإقليم. وقال الادعاء في مذكرته: إن قوات وعملاء تحت قيادة البشير قتلت ما لا يقل عن 35 ألف مدني. كما تسببت بموت بطيء لما يتراوح بين ثمانين ألفا و265 ألفا شردهم القتال. وفي المقابل أكد البشير في خطاب بالولاية الشمالية في السودان أنه غير مكترث بأي قرار تصدره هذه المحكمة. وقال البشير في كلمة ألقاها لدى افتتاح سد مروي بالولاية الشمالية: إن بلاده ظلت تتجاهل القرارات الدولية المتآمرة عليها. وكانت دائما ترد عليها بمواصلة تعزيز التنمية الداخلية في مختلف القطاعات. ويأتي هذا القرار بعد إعلان أوكامبو في مقابلة مع الجزيرة أنه بموجب هذا القرار سيتم اعتقال البشير حالما يتجاوز حدود السودان.وقال: لدينا أدلة قوية ضد السيد البشير سيوضح أكثر من ثلاثين شاهدا مختلفا كيف تمكن من إدارة كل شيء. لدينا أدلة قوية على نواياه. ووصفت وزارة الخارجية السودانية تصريح أوكامبو باعتقال البشير فور مغادرته بلاده بأنه إسفاف لن تعيره أي اهتمام. واتهم على الصادق، الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية الدول الغربية بممارسة ما وصفه بأقسى أنواع الابتزاز على مدعي المحكمة حتى يمضي إلى آخر الشوط المرسوم له. وكانت المحكمة الجنائية أصدرت في ماي 2008 مذكرتي اعتقال بحق كل من أحمد هارون وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية وعلي كوشيب أحد قادة مليشيا الجنجويد. وفي سياق متصل تزايدت التخوفات من صدور ردود فعل عنيفة تجاه الموظفين الأمميين وعمال الإغاثة الدوليين بعد صدور قرار المحكمة. وذكرت صحيفة التايمز البريطانية أنه تم إصدار أمر إلى ست منظمات إغاثة بالإقليم لترحيل موظفيها وعمالها من المواقع الرئيسية في دارفور حفاظا على سلامتهم. وأضافت الصحيفة أن ستة من منظمات الإغاثة الفرنسية والأميركية والسويسرية استدعيت على عجل للاجتماع مع المسؤولين الحكوميين في الخرطوم. ونقلت عن بعض المصادر أنه تم إبلاغهم في بادئ الأمر بسحب الموظفين الدوليين إلى الخرطوم. مما أثار مخاوف من أن يتم طردهم تماما. ومنذ ذلك الحين تم السماح لهم بالبقاء في العواصم الإقليمية الثلاث لدارفور. وكانت الحكومة السودانية أكدت في وقت سابق أنها لن تسمح بأي انفلات أمني يستهدف أمن المواطنين والمنظمات الأجنبية العاملة في دارفور في حال صدور أي قرار من المحكمة الجنائية بشأن البشير. وجاءت هذه التطورات في وقت أكد فيه إبراهيم الدباشي القائم بأعمال مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة أن مجلس الأمن الدولي لا ينوي عقد اجتماع إذا أصدرت المحكمة قرار اتهام بحق البشير. وقال الدباشي الذي يتولى حاليا رئاسة المجلس: إن أعضاء المجلس ما زالوا منقسمين بشأن هذه المسألة. مضيفا أن معظم أعضاء المجلس الذين لا يحبذون بالفعل إيقاف تحقيق المحكمة الجنائية مع البشير قد يمكن إقناعهم بالعدول عن موقفهم . مسيرة عسكرية ضخمة بالفاشر قبيل قرار أوكامبو سيرت القوات المسلحة السودانية مسنودة بوحدات من الشرطة وقوات الدفاع الشعبي مسيرة استعراضية بمدينة الفاشر كبرى مدن ولاية شمال دار فور، وذلك قبل ساعات قليلة من صدور القرار المرتقب من المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير فيما يتعلق بجرائم حرب وقعت في الحرب التي شهدتها دارفور. واستمرت المسيرة العسكرية الاستعراضية لمدة أربع ساعات طافت الشوارع الرئيسية بالمدينة، بينما اصطف الكثير من السودانيين من بينهم والي شمال دارفور وعدد من أعضاء حكومة الولاية على جانبي الطريق لتحية المشاركين بالمسيرة. بدورها قالت بعثة اليوناميد التي تتولى عملية حفظ السلام في دارفور إن الأوضاع الأمنية بكافة ولايات دارفور تشهد هدوء نسبيا، وإن قواتها تتابع الموقف عن كثب، وإنها تقوم بدوريات نشطة بكافة أرجاء الإقليم، وقالت البعثة إنها تلقت إخطارا من السلطات المحلية بالفاشر بصدد تسيير المسيرة العسكرية الاستعراضية.