تسببت الأمطار الفجائية التي تساقطت على مختلف مناطق وبلديات ولاية تيبازة في إحداث حالة من الهلع والهيستريا لدى السكان الذين دخلوا في معركة حقيقية مع المياه التي اجتاحت منازلهم ما جعلهم يسارعون في إيجاد أنجع الطرق لتفادي تكرار سيناريو ولاية غرداية. ففي قرية جارمان ببلدية بورقيقة اجتاحت المياه منازل السكان بعد فيضان الوادي المتواجد بأعالي القرية مما تسبب في قطع الطريق الوطني رقم 42 الرابط بين أحمر العين وبورقيقة. كما سارع السكان إلى إنقاد ما يمكن إنقاده خاصة وأن القرية تعرف غيابا تاما للتهيئة رغم ارتفاع عدد السكان الذي تجاوز 1200 نسمة، كما سارعت الحماية المدنية ومصالح الدرك الوطني بالإضافة إلى المصالح البلدية لمساعدة السكان فور تلقيها الخبر، وكادت الفياضانات أن تؤدي إلى كارثة حقيقية لولا تفطن السكان وحكمتهم في التعامل مع الوضع، خاصة وأن القرية عرفت انتشارا كبيرا للبناءات القصديرية في الآونة الأخيرة والتي شيدت على أطراف الوادي المحاذي للقرية، كما شهدت البلديات الساحلية حالة طوارىء حقيقية بعد أن تسببت الأمطار في غلق مختلف الطرق الرئيسية والفرعية خاصة بلدية بواسماعيل التي كادت أن تغرق بالكامل بعد فيضان وادي خميستي، ما أدى إلى إحداث حالة من الهلع والخوف لدى السكان الذين استنجدوا بمصالح الحماية المدنية، هذه الأخيرة سارعت وجندت كل ما تملكه من إمكانيات من أجل مساعدة السكان، كما شهدت بلديات عين تقورايت وبوهارون وسيدي راشد نفس السيناريو، غير أن ذلك لم يخلف أي خسائر في الأرواح البشرية ما عدا انهيار بعض المنازل القديمة والهشة وانقطاع الكهرباء بعد سقوط عدة أعمدة كهربائية، بالإضافة إلى قطع الحديد من الطرقات، أما البلديات الغربية من الولاية فقد اجتاحت الأمطار والسيول العديد من المنازل خاصة المحاذية للوديان والتي شيدت بطريقة فوضوية، مثلما شهدته بلدية شرشال خاصة المنطقة الغربية من البلدية، حيث تسببت السيول في انهيار أربعة منازل بمنطقة تيزيرين، بالإضافة إلى عزل المناطق والقرى المتواجدة بأعالي البلدية، كما شهدت البلديات المجاورة كقوراية ومسلمون والداموس نفس الأحداث إلا أن ذلك لم يخلف أي خسائر.