يحدثنا مدير الأوركسترا الوطنية السمفونية عبد القادر بوعزارة، عن الحفل الموسيقي الذي سيحتضنه قصر الثقافة مفدي زكريا، سهرة غدٍ الثلاثاء، بمناسبة رأس السنة الأمازيغية. ويقول بوعزارة، إن هذا الحفل، المنظم بالتعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية، صار تقليدا للأوركسترا، وفرصة لدعم المبدعين الشباب والتأكيد على قدراتهم. كما ثمّن المبادرة الى دسترة الأمازيغية، معتبرا إيّاها خطوة أخرى على طريق التحضر. «الشعب”: مرحبا بك.. هلّا حدّثتنا عن الحفل الذي تعتزمون إقامته احتفالا برأس السنة الأمازيغية؟ عبد القادر بوعزارة: هذا الحفل الذي سنقدمه، سهرة غدٍ، بقصر الثقافة مفدي زكريا، بالتعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية، احتفالا ب«يناير”، أعددنا له برنامجا خاصا ومميزا، يليق بمناسبة لنا كبير الشرف بالاحتفاء بها.. وليست هذه أول مرة تحتفل فيها الأوركسترا الوطنية بمناسبة يناير، بل أصبح ذلك عادة وتقليدا بالنسبة إلينا. قدّمنا العديد من الحفلات مع قامات في الأغنية الأمازيغية مثل دا شريف خدام، رحمه الله ودا آكلي يحياتن. نحن نقدر ونثمن هذا الفن الأمازيغي الراقي، ونعمل على إعطاء القيمة الحقيقية ليس للموسيقى فقط بل للغناء أيضا. ولعلّ ما لاحظناه خلال عملنا مع هؤلاء الفنانين الكبار هو أن لهم قيمة خاصة لدى جمهور الجزائريين. في برنامج حفل، سهرة غد، ارتأينا أن نفتتح بمقطوعات عالمية، حيث سنبدأ الحفل بافتتاحية للموسيقار “فرانتز فان سوبي Franz von Suppé”، بعنوان “الشاعر والمزارع”، كما سنقدم مقطوعة من تراثنا الأمازيغي من عمق الصحراء الجزائرية، من خلال كوكتيل من تأليف وتوزيع الموسيقار إسماعيل بن حوحو. وقد أعطينا الفرصة للشباب من الجيل الصاعد الذي يؤدي الأغنية الأمازيغية، مثل زهير مازاري، صونيا عمراني، محمد ميلودي المدعو شغلي الذي سبق وأن شارك معنا في حفل جانت وسيقدم مقاطع من التينيري، لزهر شرايطي في الأغنية الشاوية، وستكون الأغنية الميزابية حاضرة معنا بالعنوان المعروف: “لاشي لاشي”. فيمَ تتلخّص أهمية هذا الحفل؟ فيما يتعلق بالشق الفني، أشير إلى البرنامج الذي خصّصناه لهذه المناسبة، حيث يشارك هؤلاء الفنانون لأول مرة في حفل موسيقي من هذا الحجم رفقة أوكسترا ذات مستوى عالمي، وهي فرصة لهؤلاء الشباب حتى يبرهنوا على قدراتهم، إذ ليس من السهل الوقوف والغناء أمام الأوركسترا وهو موقف يتطلب من الفنان الشاب موهبة وحسّا فنيا راقيا، فالنشاز والنوتات الخاطئة غير مسموح بها حينما تعزف وراءك أوركسترا سمفونية. من جهة أخرى، فإننا نحاول تقديم موسيقانا الخاصة بوجه آخر سمفوني أكاديمي يمكن عزفه في مختلف مناطق الوطن. وقد أريد لأول حفل نبدأ به السنة أن يكون متعلقا بتراثنا الجزائري، لما لهذا التراث والهوية الوطنية الجزائرية من أهمية وجب علينا صونها والتعريف بها. في هذا السياق.. ما هو رأيك في دسترة الأمازيغية كمكوّن للهوية الوطنية، والحق في الثقافة لدورها الأساسي في المجتمع؟ إننا اليوم بصدد بناء مجتمع متحضّر، لأننا دخلنا طريق الحضارة التي لا رجعة فيها، هذا شعارنا، ونحن والحمد لله سائرون قدما على هذا النهج.. كما أن الحضارة عن طريق الموسيقى هي أجمل شيء نقدمه. إن الثقافة والهوية ركيزة من الركائز التي تعتمد عليها المجتمعات في بناء مكوناتها. ماذا عن جديد الأوركسترا الوطنية على المدى القريب، خصوصا العروض الموسيقية العالمية؟ الجزائر واحدة موّحدة بفنها وأصالتها، وتركنا المايسترو، أمين قويدر، يبدع بكل أريحية، حيث مع بداية السنة سنتحف جمهورنا برائعة “الدانوب الأزرق” الكلاسيكية، في حفل سيكون عالميا، وفرصة لمحبي الأوركسترا السمفونية التي صار لها شهرة فاقت كل التوقعات بفضل السياسة التي تنتهجها البلاد. كما سيكون هناك حفل آخر في ال27 جانفي مع ضيف الجزائر المايسترو الأوكراني فلاديمير شايكو، الذي سيمتع الجمهور بمقاطع أوبرالية عالمية، بمشاركة سوبرانو وتينور من أوكرانيا، وبمشاركة جزائرية مثل عازفة البيانو الممتازة لويزة حمادي التي ستقدم كونسرتو رقم واحد لآلة البيانو من تأليف فرانز ليست Franz Liszt، والجمهور مدعو للقدوم والاستمتاع بإمكانيات هذه العازفة المتميزة.