أعربت كل من الجزائر وجمهورية صربيا عن التزامهما بتعزيز علاقاتهما الثنائية وتطوير تعاونهما بشكل أكبر في مختلف المجالات وذلك خلال لقاء جرى أمس بالجزائر بين وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي ونظيره الصربي السيد فوك جيريميتش. وقد عبر الوزير الصربي عن ارتياحه "لعلاقات التفاهم" القائمة بين صربيا والجزائر كما أشاد ب"العلاقات التاريخية والأخوية" بين شعبي البلدين. كما أوضح السيد جريميتش عقب جلسة عمل مع السيد مدلسي ان "تعاوننا الثنائي يتطور أكثر فأكثر لا سيما في مجالي الاقتصاد والدفاع". وأضاف يقول ان "هذا التعاون سيتعزز أكثر من خلال الزيارات التي سيقوم بها قريبا مسؤولون جزائريون الى بلغراد حيث سيتم خلالها التوقيع على مجموعة من الاتفاقات". وفيما يتعلق بالمسائل الدولية أشار السيد جريميتش إلى ان الجانبين قد قررا "مواصلة تبادل وجهات النظر وان يساندا بعضهما البعض". وفي هذا الإطار قدم رئيس الدبلوماسية الصربية شكره للجزائر "لمساندتها" فيما يخص مسألة كوسوفو قائلا "يطيب لي ان أرى بأنه لن يكون هناك تغيير في موقف الجزائر". كما أشار إلى ان الجزائر "بلد رائد يلعب دورا هاما على مستوى المنظمات الدولية". من جانبه أكد السيد مدلسي ان الوفدين قد تناولا "العلاقات الثنائية ومستقبل هذه العلاقات". وأضاف يقول "إننا عملنا بجد خلال الأسابيع الماضية وقمنا بإعداد عدة اتفاقات ستعطي لهذه العلاقات مضمونا أكثر أهمية وخاصة السماح للفاعلين لا سيما منهم الاقتصاديين بالعمل بمزيد من التحفيز والطمأنينة في المستقبل". كما أشار إلى "أننا اتفقنا أيضا على إعادة تحريك اللجنة المختلطة حتى نضمن استمرارية تعاون جزائري صربي شامل". في نفس الإطار أكد السيد مدلسي ان هذا التعاون "لا يتعلق فقط بالجانب الاقتصادي لكنه يشمل كذلك جميع الجوانب الأخرى منها الدفاع الوطني والثقافة". وبخصوص المسائل الدولية أوضح السيد مدلسي أن "تطابقا في وجهات النظر قد برز في كل المسائل التي درست". و قال "لقد لاحظنا وهذا لم يفاجئنا أننا دافعنا علي مبادئ واحدة تتلخص في نظام دولي أكثر عدلا". وقال السيد مدلسي أن "هذا المبدأ سوف يدفعنا لا محالة إلى المساهمة أكثر بالنظر الى المشاكل الدولية سيما الأزمة المالية والاقتصادية العالمية". وأضاف وزير الشؤون الخارجية أن الطرفين تطرقا أيضا إلى الوضع في الشرق الأوسط وفي السودان مؤكدا بخصوص هذا البلد أن الجزائر وصربيا متفقان على أن القرار الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس عمر البشير الذي "انتخب ديمقراطيا" "ليس ملائما". وأكد قائلا "لقد تحدثنا أيضا عن كوسوفو وكانت لي الفرصة لأؤكد للسيد جيريميك موقف الجزائر الثابت المتطابق مع الشرعية الدولية". وذكر الوزير "إننا نعتبر كوسوفو جزءا لا يتجزأ من جمهورية صربيا. ولقد رافقنا جهود صربيا عندما أعربت في الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة عن رغبتها في عرض المشكلة على مستوى محكمة العدل الدولية". وقال السيد مدلسي أن وفدي البلدين تطرقا من جهة أخرى إلى "المسائل شبه الجهوية منها مسألة الصحراء الغربية من زاوية حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". واتفقت الجزائر وصربيا على مواصلة مشاوراتهما "بطريقة منتظمة" بشأن كل هذه المسائل. وأضاف السيد مدلسي أن "الجزائر لم تغير علاقاتها مع بلدان يوغوسلافيا سابقا" حيث أكد أن تطور الاحداث التاريخية "جعلت هذه البلدان تقرر بكل سيادة ان تنظم نفسها بطريقة مختلفة. فكل تشكيلة تتكون منها يوغوسلافيا سابقا تمثل بالنسبة لنا بلدا لدينا معه علاقات جد حسنة ونطمح إلى تطويرها أكثر مستقبلا". وأخيرا قال وزير الشؤون الخارجية أنه قبل دعوة وجهها له نظيره الصربي للقيام بزيارة رسمية إلى بلغراد. (وأ)