لم أكن لأتصور يوما وأظنكم كذلك، إنه سيأتي اليوم الذي ستصبح شاشات التلفزيون التي تدخل بيوتنا بكل ما تبثه من برامج، دون استئذان، مساحة دعائية وتجارية للجنس وكل ما يخجل المرء أن يذكره بينه وبين نفسه، فما بالكم أمام الملأ، ولم أكن لأتصور أيضا أني سأقرأ على شاشات التلفزيون الكلمات النابية، الفاجرة التي تقزز الأبدان، ولم أكن لأتصور أن تستخدم التكنولوجيا وتستغل لنشر الدعارة والبغي والفسق دون حشمة. أي نعم، هذا ما اكتشفته منذ يومين فقط وأنا بصدد تغيير القنوات، أين استوقفتني احدى البرامج الحوارية، فإذا بي أقرأ أسفل الشاشة الرسائل القصيرة (SMS) التي أرسلها أصحابها المرضى المهووسين بالجنس، يبحثون عن بائعات الهوى قصد المتعة والعكس صحيح، كما نجد هذه الرسائل تدعو إلى ما حرمه اللّه من لواط، وسحاق وزنا والغريب في الأمر، أن حتى الجزائريين وما أكثرهم يراسلون هذه المحطة التي يشكرونها جزيل الشكر على نشر إعلانهم أو بالأحرى طلبهم وكل مرسل يترك رقم هاتفه للتواصل.. والمضحك المبكي، قولهم إنهم جادون في طلبهم ولا يريدون مجرد الرن فقط (Bip)، إن ما راعني فعلا هو هذه الرسائل المحشورة بكل الكلمات الفاسقة التي يستحي المرء من ذكرها، لكنها تبث يوميا ليل نهار، كنت أعلم أن هناك قنوات عربية مخصصة لهذا الشيء، لكن أن تكون تتابع برنامج تثقيفي من قناة عربية تبث مثل هذه الرسائل ''العار'' فهذا هو العار بعينه، لن أقول بأن هذا ما جلبته لنا التكنولوجيا، لأنها تساعدنا على تسهيل سبل العيش والحياة التي أصبحت كما يقال عندنا ''عبّز يسيل''، بل أقول أنظروا كيف يستغل العربي التكنولوجيا وبماذا يشتغل ويشغل تفكيره، و''إن لم تستح فافعل ما شئت!!'