من الأخضرية إلى ضواحي العاصمة وعلى مسافة حوالي 50 كلم من الطّريق السريع يصعب على كل مسافر السير ليلا أي بدءاً من السادسة مساءً فما فوق، وهذا عندما يرخي الظّلام جناحيه على كل قرى ومداشر هذه المنطقة السّاحرة والجذّابة بالرغم من نسمات البرودة في الصباح الباكر أو مع غروب الشّمس. منذ أن دخل هذا الشطر من «السيّار» حيّز الخدمة، سهّل على أصحاب السيارات اختزال الزمن في سويعات قليلة يجدون أنفسهم على أبواب الجزائر العاصمة دون أي تأخّر يذكر، إنّها نعمة بالنسبة لأولئك الذين اعتادوا على أخذ هذه الطريق من أجل التوجه إلى النقاط التي يريدونها في وسط البلاد أو غربها. وممّا زاد في سيولة حركة المرور، هو الاسراع في القضاء على النّقاط السوداء في أقرب وقت ممكن، وكذلك في فترة قياسية، وهذا ما ينطبق على نفقي مدخل ومخرج الأخضرية بالرغم من تعقّد الأشغال وبلوغها مرحلة تعطيل لا مثيل لها أثّرت كثيرا على المركبات والشاحنات، وهذا عندما أغلق جزء من شطر واحد ليحدث ازدحاما شديدا إلى درجة حدوث مناوشات وملاسنات يومية. هذا الكابوس زال نهائيا، وبالامكان الانتقال الى عين المكان دون أي مشكل، كون هذه المنشأة أنجزت بطريقة حديثة مواكبة للمعايير المعمول بها دوليا، وهذا ما أكّده الخبراء مع ضمان الأمن وتقوية الانارة عن طريق وسائل تحكم تكنولوجية متطوّرة جدا. ومن يقطع هذه الطّريق متوجّها إلى وسط البلاد أو إلى الغرب، يلاحظ العديد من السيارات وأنواع أخرى من المركبات متوقّفة في جنبات «السيار» لأسباب عطل ميكانيكي أو الراحة أو لأشياء أخرى في ظلام دامس لا يرى الشخص في المقود تلك الصّورة الواضحة ماعدا لون هيكل متوقّف، هناك من هو منهمك في البحث عن ضوء يساعده على مراقبة محرّكه، وهناك من هو جالس بداخل سياراته. هذا وضع خطير جدا لا ندرك عواقبه، قد يكلّف صاحبه فاتورة باهضة إن توقّف على حافة طريق غير مضمون من الناحية وجود عصابات تتربّص بكل من يقترب من تلك النّقاط، وهذا نظرا لانعدام الانارة ومحطات متعدّدة الخدمات كما هو الشّأن في الطّريق السّريع للغرب التي تتوفر على هياكل تعمل بمقاييس علمية، وهذا ما هو موجود بمنطقة الحمادنة بغليزان. فإلى متى يبقى الطّريق السيّار شرق بدون هذه المنشأت؟ علما الكل يدرك أنّه لا يمكن توقّع ما يحدث أثناء السياقة سواء كانت السيارة جديدة أو قديمة. فإذا أخذنا عيّنة الأخضرية العاصمة وعلى مسافة لا تتجاوز كيلومترات معدودة لا تجد أين تشتري قارورة ماء أو دواء أو أكل خفيف أو حليب للأطفال والقائمة طويلة، لا تنتهي في سفر معين، هل يعقل كل من يريد التنقل أخذ معه كل هذا الزاد؟ إنّه سؤال يطرح بإلحاح بعد معاينتنا ميدانيا هذه الأشياء المقلقة!؟ الأدهى والأمر هنا أنّ هناك يافطات ولائحات مثبتة على زوايا الطّريق تقول للسّائقين «تذكّر أسرتك»، «حذار من السّرعة»، لكن هذه النصائح لا أثر لها ولا فائدة منها إن لم ترفق بإجراءات عملية كتوفير فضاءات الراحة لأصحاب المركبات ليسترجعوا أنفسهم وفق قاعدة «كل عطلة فيها خير»، لينطلق فيما بعد بنفسية جديدة بعيدة عن الضّغط في الوصول باكرا. علينا التّفكير في إعادة الاعتبار لهذه الطّريق، وهذا بتشغيل الانارة العمومية وإقامة محطات خدمات جديدة من خلال إطلاق مناقصات لهذا الغرض.