كشف وزير الطاقة صالح خبري من تيزي وزو، عن إعداد مشروع دراسة يهدف إلى مراقبة عملية استهلاك وتوزيع الوقود بداية من محطات التكرير إلى المستهلك، مرورا بنقاط التوزيع والنقل عن طريق برنامج يعتمد على الإعلام الآلي والأنترنت، يتم من خلالها تجهيز المركبات ببطاقات مغناطيسية تسمح بمراقبة نسبة الاستهلاك والاستغلال لهذه المادة الحيوية طيلة مسارها، لوضع حدّ لعملية التبذير وكل أشكال التحايل، مؤكدا أن الدولة تبذل مجهودات كبيرة لمكافحة آفة التهريب والرفع من طاقة التخزين والتوزيع. ركز خبري لدى تقييمه القطاع، على أهمية عقلنة استهلاك كل أنواع الطاقة من كهرباء وبنزين، تماشيا والظروف الاقتصادية التي تشهدها الجزائر، حيث كشف بالمناسبة عن استراتيجية جديدة لإعادة ترشيد سياسية استهلاك مادة الوقود «البنزين والمازوت» من خلال تشجيع أصحاب المركبات على تحويل عملية استهلاك البنزين بمادة البترول المميع «جي.بي.ال» مقابل عدة امتيازات يدفعها صندوق مخصص للعملية، التي ستبدأ أولا مع الخواص والمهنيين، بحسب الوزير، كسائقي سيارات الأجرة، مشيرا في هذا الصدد لدى قيامه بتدشين مركز الغاز المميع «سيرغاز» ببوخالفة، أن الدولة من خلال وزارة الصناعة ستلجأ إلى الرفع من إنتاج عدد المركبات التي تسير بسيرغاز المصنّعة بالجزائر من 13 إلى 30 من المائة كإجراء لتقليل الفاتورة والتخفيف من أعباء ارتفاع سعر البنزين لدى المواطنين. كما عرّج الوزير على مشاريع الاستثمار التي باشرتها سوناطراك على المدى المتوسط 2016 / 2020 التي قدرها ب73 مليار دولار، يتم التركيز فيها على تطوير عملية البحث والاستكشاف، الإنتاج وإنجاز محطات جديدة للتكرير حتى تتمكن الجزائر من تقليص فاتورة استيراد الوقود الذي قدره حاليا بحوالي 1.5 مليون طن من مادة المازوت مقابل 11 مليون طن استهلاك سنوي، مطمئنا بالقول «إن سوناطراك لم تتأثر بالتقلبات الأخيرة التي يشهدها السوق العالمي، ولم تلغ مشاريعها المسطرة، إنما قامت بعملية تقييم الأولويات، لكن ليس على حساب الإنتاج وترقية الاستثمار المحلي».. بالإضافة إلى هذا، كشف صالح خبري عن التوجهات الجديدة للجزائر في مجال الطاقة، بالتحول التدريجي نحو الطاقات الشمسية والمتجددة بدل التركيز الكلي على البترول تجنّبا لتقلبات السوق. وهنا أعلن «أن الجزائر سطرت برنامجا طموحا سيتيح بإنتاج 22 ألف ميغاواط من الكهرباء مطلع 2030، أي بنسبة حوالي 25 من المائة من الاستهلاك الحالي»، وهي نسبة قال عنها الوزير إنها «تشكل احتياطيا لتغطية حاجيات السوق مع ارتفاع طلبات الاستهلاك». مشيرا في هذا الصدد، أن كل الإجراءات اتخذت لمباشرة المشروع، مع إنشاء لجان قانونية تقوم حاليا بزيارات إلى ولايات الهضاب والجنوب لتحديد المواقع المقترحة لنصب ألواح الطاقة الشمسية التي قدرها 1 ميغاواط في كل هكتارين من الأراضي غير الفلاحية وهذا قبل إعلان المناقصة الوطنية والدولية، داعيا الخواص إلى المشاركة في عملية الاستغلال والاستثمار في هذا المجال، بالنظر إلى آفاقه المستقبلية والاقتصادية الواعدة. ولدى تقييمه لزيارة التفقد التي قادته، أمس، إلى ولاية تيزي وزو، ثمّن وزير الطاقة المجهودات التي بذلتها السلطات المحلية والولائية في تجسيد البرامج المسطرة في مجال إيصال الكهرباء والغاز إلى أعالي جبال جرجرة، حيث اعتبر أن الولاية تعدت نسبة الربط الوطنية في غاز المدينة المقدرة حاليا ب70 من المائة وينتظر أن تصل إلى 98 من المائة بعد استكمال المشاريع المبرمجة لتصبح الأولى وطنيا و98 من المائة من نسبة الربط بالكهرباء. ودشن خبري مركز الغاز المميع ببوخالفة، مركز تعبئة قارورات غاز البوتان بوادي عيسي، مع تشديده على ضرورة رفع الإنتاج إلى 15 ألف وحدة يوميا بدلا عن 10 آلاف الحالية، وكذا الوكالة التجارية لشركة سونلغاز بالمدينة الجديدة ولبلدية مقلع، مع إعطاء إشارة ربط عدة قرى بغاز المدينة، منها قرية «تيزي نترغا» بمقلع وقرى آيت شافع، أقرو وزكري بفريحة.