تحصين الشباب من خطاب التطرف أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أن الزوايا حرة في نشاطها وليس لوزير الشؤون الدينية أو أي وزارة سلطان عليها ولا أحد يملي عليها ما تقوم به انطلاقا من إطارها القانوني كجمعية من فعاليات المجتمع المدني، نافيا أن يكون قد أمر باسمه أو باسم الدولة الجزائرية استقبال شكيب خليل أو أي إطار آخر، وقال “لا أملك حق التعليق وعلى هذه الزاوية أن تدافع عن وجهة نظرها وتتحمل مسؤولياتها”. أضاف محمد عيسى، معلقا على الموضوع “أنا أظن أن نجل شيخ الزاوية يرأس منظمة وطنية وسيظهر لاحقا إن كان هناك خلافا سيناقش في إطار منظم وحر وتظهر معه الحقيقة أو موقفا سيئا أو وطنيا، لكن ما هو مؤكد أننا لازلنا معهم في تفاعل لكننا لا نملك عليهم سلطانا بل سلطاننا على أئمة المساجد الذين ندفع رواتبهم، والذي يقوم بتقويم الزوايا هم أهل الزوايا، رغم ذلك نقول أنها رائدة وينبغي أن نثق فيها”، كما برر حضوره قبل أيام فعاليات ملتقى دور الزوايا في تحصين الشباب من التطرف عبر وسائل الإعلام الحديثة بالزاوية المرزوقية بالجلفة التي أثير حولها كل هذا الجدل “بأنه تلقى دعوة منذ أزيد من شهر للحضور ورعاية التظاهرة التي ناقشت موضوعا مهما قد يشكل خطرا على الهوية الدينية للجزائر دون أي خلفيات أخرى”. وفي تعليقه على قرار الوزارة بإعادة نشر المفتشين الدينيين في المساجد بدلا من مهمة الإمامة والخطابة، علق وزير الشؤون الدينية بالقول “عندما تكون المخاطر حقيقية على المجتمع فعلى المفتش أن يعود إلى الجبهة ولم نقم بعملية تطهير مثلما أشيع، لأننا نملك معطيات ومعلومات حول انتشار بعض الأفكار اللادينية المنحرفة التي قتلها التاريخ، لذلك طلبنا من المفتشين الانتشار والتموقع عبر 4500 مسجد على المستوى الوطني مع حرية التدريس في 100 مسجد تحت صلاحياته، لأننا لا نريد أن تكون الجزائر ميدان حرب ايديولوجية بين المذاهب وأفكار ليست من تراثنا، وعليه هبت الزوايا للتصدي لهذا الخطر بتنظيم عدة لقاءات منها أدرار، زاوية القادرية يوم 19 أفريل، غليزان يوم 25، ثم لقاء دوري بولاية مستغانم حتى نجعل من الجزائر عاصمة للحياة الروحية، وبالتالي فالتجنيد مطلوب من طرف الجميع والراحة انتهت وهذا هو المنهج والنداء. ولدى رده على سؤال مندوب “الشعب” حول مشروع مجمع أو أكاديمية الفتوى لتوحيد الرؤية الدينية ووضع حد لفوضى الفتاوى المنتشرة في المجتمع وحماية المرجعية الجزائرية، رد وزير الشؤون الدينية بالقول “أن المشروع سيقدم كاقتراح للوزير الأول ثم سيناقش على مستوى الأمانة العامة للحكومة، لكننا لا نريد أن تكون هيئة بديلة أو تضاد للمجلس الإسلامي الأعلى أو لها سلطة على المجتمع، ولا تنبع من الإدارة بل من النخبة المثقفة، كما لا تكون منحصرة على الجانب الديني بل متنوعة وتداولية في الرئاسة. وعن جديد موسم الحج لهذه السنة، كشف عيسى أن شعار الحج لسنة 2016 هو”حج الكرامة”، كما أن مسؤولية الدولة أن تطلب لك حقك من الوكالات السياحية أو الديوان الوطني للحج والعمرة في حالة التقصير، وأضاف “لقد حرصنا على تخفيض تكاليف الإيجار هذه السنة إلى 13 مليون اورو، العمارات قريبة من الحرم بالإضافة إلى تخصيص خيم بعرفات مكيفة وأفرشة حتى لا ينام الحجاج على الأرض، مع ذلك نطلب تعاون الحجاج مع البعثة وقبل ذلك ستنطلق يوم 17 أفريل الجاري حملة تحسيسية لفائدة الحجاج وتحديد مراكز تدريب لذلك. وكان عيسى قد أكد خلال كلمته الافتتاحية للطبعة الخامسة للملتقى الوطني “البعد الروحي في التراث الوطني الأمازيغي” أن ملاذ الجزائر الآمن هو الرجوع إلى أصالتها المتمثلة في الإسلام، الأمازيغية وعروبة اللسان التي تكرست في الدستور الجديد للجزائر، معتبرا الاختلاف وتعدد الثقافة بمثابة القوة التي عبر عنها ابن باديس بقوله “أعيش للإسلام والجزائر” وأمة تريد أن تنهض وتبحث عن قوتها في انتمائها لمقاومة الدخيل واثبات الذات، داعيا أسرة أئمة المساجد والزوايا والأساتذة الباحثين “إلى الانفتاح على الثقافة الأمازيغية التي سكن الإسلام وجدانها خاصة ونحن على أبواب إحياء الربيع الأمازيغي يقول الوزير الذي كشف أن قافلة الملتقى ستجوب العديد من الولايات لإبراز التراث الأمازيغي على غرار البويرة، بجاية، غردايةتلمسان، تمنراست، النعامة”.