تقوم الدبلوماسية الجزائرية بمساع حثيثة لحل مختلف المشاكل والأزمات التي تمر بها بعض الدول الصديقة والشقيقة ومساعدتها في الوصول لبر الأمان. وشكّلت زيارة عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والإفريقية وجامعة الدول العربية إلى طرابلس، حدثا بارزا وتحولا مهما في الدبلوماسية الجزائرية التي تسعى لتكون طرفا فاعلا لتحسين العلاقات على مستويات أخرى غير السياسية من خلال البحث عن التموقع اقتصاديا وتجاريا وعدم ترك الفراغ للشركات المتعددة الجنسيات التابعة لدول حلف «الناتو»، التي دمرت ليبيا ووجدت في حالة الاستقرار التي تعيشها طرابلس فرصة للقيام بإنزال دبلوماسي تحت غطاء اقتصادي. وبذلت الجزائر مجهودات كبيرة لتمكين الليبيين من حل مشاكلهم وحثهم على العمل بعيدا عن التدخل الأجنبي الذي لا يحمل الخير في الكثير من الأحيان وما محاولات تشتيت الحوار بين الإخوة الليبيين إلا دليل على رغبة الكثيرين في إبقاء ليبيا على ما هي عليه. وطرحت الجزائر وليبيا ملف التعاون الاقتصادي وتنمية المناطق الحدودية لما لها من دور في امتصاص التهديدات الإرهابية وتجنيب الشباب مغبة الالتحاق بالجماعات المتطرفة التي تستثمر في ظروف الشباب الصعبة. ومن المنتظر أن تعرف العلاقات الجزائرية الليبية تطورا كبيرا في ظل توفر إمكانيات التكامل الاقتصادي والثقة المتبادلة التي جعلت الليبيين يثقون أكثر في الجزائر من خلال مواقفها المؤيدة للشعب الليبي دون انحياز لطرف. وتواصل الجزائر مد يدها لدمشق من خلال حثها على ضرورة منح الأولوية للجانب الدبلوماسي لتجاوز الأزمة التي تمر بها سوريا وفتح الباب الحوار والعمل على إرساء مصالحة بين مختلف السوريين لغلق الباب أمام دعاة الفتنة والذين يخدمون مصالح القوى الغربية وإسرائيل. وستخرج أعمال اللجنة المشتركة بقرارات مهمة من شأنها أن تدفع بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ومساعدة سوريا على تجاوز متاعبها. وجددت الجزائر موقفها الثابت تجاه القضية الصحراوية ورغبتها في تطبيق الأعراف والمواثيق الدولية حتى بعد «رقصات» المغرب البائسة من خلال محاولته الاستنجاد بمجلس التعاون الخليجي لكسب الشرعية حول ادعائه لكن كل التحولات الدولية والإقليمية تصب في خانة تصفية الاستعمار. وعليه فالدبلوماسية الجزائرية المبنية على مراجع محترمة ومثالية ستكون في الخير ملاذا للتخلص من بؤر التوتر والمساهمة في استتباب الأمن والاستقرار.