أصدر الفنان الشعبي نصر الدين قاليز آخر ألبوماته ''الشعبي في قلبي''، الذي يتضمن 07 أغان أرادها الفنان هادفة في الكلمات، معاصرة في المواضيع ومتمسكة بطابع الشعبي العصري الذي عُرف به قاليز. يأتي هذا الإصدار سنتين تقريبا بعد آخر إنتاج لقاليز، ويضم أغان من تلحينه وإن تعدد كتاب كلمات الأغاني، حيث كتب أغنية ''اعلاش تبيع لبليس احياتك'' محمد بوكنكن، أما ياسين أوعابد فكتب كلا من ''أنا هويتها هي'' و''لوكان جات لي''، وكتب ولحن ''اخطيني من الحب اخطيني'' محمود شايد، أما الشاعر كمال شرشار فكتب لنصر الدين أغنية ''أنا البحري''، وغنى قاليز أغنية ''الوردة'' من تأليف نور الدين بوديسة، وارتأى الفنان أن يؤدي رائعة ''أعطني الناي وغني'' لجبران خليل جبران وتلحين الإخوة الرحباني. وعن كون معظم أغاني الألبوم جديدة، خاصة وتنوع المواضيع والكلمات، صرح لنا الفنان نصر الدين قاليز أن القول بنقص كاتبي الكلمات والمبدعين مجانب للصواب، واعتبر أن بعض الفنانين ''كسالى''، وقد يستغلون المناسبات مثل فصل الصيف لإعادة أداء أغان معروفة، غير أن ''الفنان هو الذي يعرف كيف يجعل الناس يجلسون ويستمعون إليه وليس من يحمّسهم وهو الأمر الأسهل ربما'' كما يقول نصر الدين. واعتبر الفنان، خلال اللقاء الذي جمعه بالصحافة أمس، أن البحث المتأني عن الكلمات والألحان يفرض نفسه خاصة وأن الفنان لا يحب أداء أي شيء، وقد يكون تكوين الفنان يفرض نفسه أيضا، وهو خريج الفخارجية التي قضى فيها 15 سنة، إضافة إلى دراسته بمدرسة الفنون الجميلة أين درس الموسيقى الكلاسيكية العالمية وبالأخص آلة البيانو. كما قال نصر الدين قاليز إن أداءه لأغنية فيروز لم يخرج عن عادته في اختيار أغنية لفنان كبير من أجل إعادتها، مثلما فعل المرة السابقة عندما أدى أغنية آيت منغلات، كما غنى لمحبوب باتي والعنقيس والزاهي.. كما عبّر الفنان عن رغبته في المشاركة بمهرجانات عربية ودولية. وبالعودة إلى أغنية ''اعلاش اتبيع لبليس حياتك'' التي تتطرق لظاهرة الحراقة كشف الفنان عن تصوير فيديو كليب من تمويل الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وسيتم بثه بالتلفزيون الجزائري كما ستوزع أقراص دي في دي الخاصة بالكليب مجانا، خاصة وأن الفنان أصرّ على أنه لا ينفي البطالة أو الفقر الذي يعانيه الشباب، ولكنه ليس سببا مقنعا للانتحار حسب قوله. وعن أغنية ''أنا البحري'' قال الفنان نصر الدين قاليز أنه فكر فيها بعد أن طلبها منه بحارة، خاصة وأنه قام بجولة ''بحرية'' السنة الفارطة قادته إلى مرسيليا وأليكانت.. وصادف أن كان الشاعر كمال شرشار قد كتب مطلع الأغنية وتركه في الأدراج مدة من الزمن، كما يروي لنا كمال الذي يضيف بأن طلب نصر الدين حرّك فيه الرغبة مرة أخرى ليكمل كلمات الأغنية، خاصة وأن للبحار أو ''البحري'' كما هو في ثقافتنا الشعبية مكانة خاصة في الفن الشعبي، بالنظر إلى انتشار هذا الفن أكثر في المدن الساحلية من جهة، ومن جهة أخرى طريقة عيش البحري التي ألهمت أكثر من شاعر وكاتب بداية بالسندباد ووصولا إلى همنغواي. وكشف نصر الدين أن بحوزته أغان لسفر باتي مؤلفة وملحنة، منها ''خرجو بنات الحومة'' ما زال الفنان قاليز لم يسجلها بعد. يذكر أن نصر الدين قاليز سيحيي سهرة بعد غد الثلاثاء حفلا موسيقيا بالنادي الثقافي للإذاعة الوطنية ''عيسى مسعودي.''