أكد السيد هيديات نور وحيد، رئيس المجلس الشعبي الاستشاري الاندونيسي، أمس السبت، بالجزائر العاصمة، أن الاسلام لا يتعارض مع الديمقراطية، وأن كلاهما يشجع الحرية والتعددية في مختلف المجالات والميادين. وأوضح السيد هيديات، في محاضرة تحت عنوان ''الاسلام والديمقراطية: نموذج أندونيسيا'' نشطها، بمقر مجلس الأمة، بحضور رئيس المجلس، السيد عبد القادر بن صالح، الى جانب العديد من الوجوه الفكرية والسياسية، أنه ''لا يمكن التفريق بين الاسلام والديمقراطية'' وأن العلاقة بينهما ''وطيدة''. كما ذكر المحاضر بالمراحل التي مرت بها التجربة الاندونيسية، مشيرا الى أن حكومة بلاده ''حسمت الأمر بخصوص موضوع العلاقة بين الاسلام والديمقراطية''. وأضاف بهذا الخصوص ''بأننا، في أندونيسيا، أصبحنا نؤمن بأنه لا يمكن الفصل بين العمل السياسي والديني طالما أننا استفدنا من التجارب السابقة وتمكننا من تحقيق الوحدة الوطنية بفضل الدين الاسلامي''. وبعد أن استعرض المشهد السياسي في أندونيسيا، المتسم بوجود العديد من الاحزاب على اختلاف تياراتها ومعتقداتها، أوضح السيد هيديات، أن الممارسة الديمقراطية في بلده ''تعززت بفضل الاسلام''، مستدلا على ذلك بالصلاحيات الموكلة للمحكمة الدستورية التي وافقت، كما قال، على إصدار قانون يقضي بتخصيص 20 بالمائة من ميزانية الدولة لقطاع التعليم، وهذا ''بناء على طلب تقدم به مواطنون أندونيسيون''. من جانب آخر، إنتقد المحاضر الديمقراطية التي تمارسها بعض الدول الغربية ''التي تحاول فرضها على ظهر الدبابات، وعن طريق الهيمنة على الشعوب المستضعفة، مثلما حدث في العراق''، معتبرا أن الاسلام ''عامل توحيد وليس عامل تفرقة، مثلما يعمل أعداء هذا الدين على الترويج له''. وخلص الى القول أن التجربة الاندونيسية في مجال العلاقة بين الاسلام والديمقراطية ''تبقى رائدة''، لكنها بحاجة الى ''دعم وتعزيز أكثر'' حتى ''تصبح نموذجا يحتذى به في بقية البلدان الاسلامية