قال رابح عواد، الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين في مداخلته وشهادته عن أحداث 20 أوت 1955 التاريخية، باعتباره من المجاهدين الذين شاركوا في صناعة هذه الأحداث: «إن هذه الندوة التي نظمتها جريدة «الشعب» جاءت في محلها، فكلما نتذكر أحداث 20 أوت فإن اسم مدينة سكيكدة يتجلى باعتبارها الأم والأرض المباركة التي احتضنت هذه الأحداث، فهذه المكانة التاريخية يشهد بها حتى العدو نفسه، وهذا طبعا شرف عظيم، حيث نلتقي اليوم في عيد المجاهد وأحداث لها علاقة بالجهاد والفداء من أجل تحرير الجزائر». ويضيف المجاهد عواد: «إن 20 أوت لم يكن حدثا أو انتفاضة عابرة بل حتى الوقت الحاضر لم نجد التسمية الحقيقية أو المصطلح الذي يمكن أن نطلقه على هذه الهجمات المنظمة بدراية فائقة والعظيمة والتي احتضنها الشمال القسنطيني لفك الحصار عن الثورة التحريرية المباركة، فرغم ما حدث ، فإننا اليوم لم نعط لهذه الأحداث حقها و هذه رسالة تبقى في أعناقنا لنقدمها للأجيال الصاعدة ووفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار»... واسترسل قائلا: «..إن أحداث 20 أوت 1955 جاءت بعد سنة من اندلاع ثورة التحرير المظفرة سنة 1954، فالظروف التاريخية بعد وفاة أحد قياديي الثورة الزعيم «ديدوش مراد» وسجن كل من «رابح بيطاط» و»بن بولعيد» بدأ بعض من الوهن يصيب الثورة المجيدة، هنا تفطن القائد البطل «زيغود يوسف» مع مجموعة من القياديين لهذا الأمر العصيب الذي تمر به الثورة ففكروا في إنقاذها، فجاءت حينئذ فكرة هجمات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955، فهذا العمل العظيم والتخطيط المحكم قام به البطل العظيم زيغود يوسف مع مجموعة من المجاهدين الأحرار فكوا بموجبه حصارا عن ثورة التحرير وأعطوا لها نفسا جديدا استمرت بعدها حتى تحقق النصر سنة 1962». وأضاف هذا المجاهد: .. إن تفاصيل هذه الأحداث تبقى اليوم مادة خاما للمؤرخين للإحاطة بها في كتابة تاريخ الثورة التحريرية..». كما أكد في الأخير المجاهد «رابح عواد» قوله: «إن الثورة الجزائرية وباعتراف كل الأصدقاء في العالم تبقى من أكبر الثورات بل تجاوزت كل الثورات الأخرى، حيث ساندتها كل الشعوب، فالثورة الجزائرية ثورة شعبية عظيمة تحررت وحررت على إثرها شعوبا وأوطانا، فرسالتنا اليوم هي أن نعطي لها حقها وأن نمجدها أفضل تمجيد».