لقد أصبح حزام الأمن في السيارة ضرورة ملحة يفرضها القانون في حين تخلى الوعي عن الإهتمام بهذا الإحتياط الأمني، وإعطائه مكانته المرموقة. والآن ليس هناك سائق سيارة يستغني عن حزام الأمن، إمّا خوفا من القانون، أو بحكم العادة التي تأصّلت في السائقين. ومهما يكن من أمر فإنّه إجراء محمود يحدّ من حوادث المرور، غير أن حزام الأمن وحده يبقى غير كاف، فلابد على الدوائر الأمنية، والجهات الوصية من اتخاذ إجراءات أمنية أخرى لتأمين الطريق، فحوادث المرور تحصد يوميا أرواح البشر، وتعرّضهم للإعاقة الجسدية بسبب الإفراط في السرعة والتجاوزات الممنوعة عند الخطوط الصفراء، وعدم احترام ممر الراجلين والمعابر الخاصة بالمشاة، هذا عدا التوقف غير القانوني على الأرصفة، وهو ما يدفع المشاة أن يسيروا في وسط الطريق، فيعرض حياتهم للخطر. وكما استطاعت إدارة الأمن فرض قانون حزام الأمن، فليس من الصعب عليها أن تفرض إجراءات قانونية أخرى، وليكن حزام أمن لربط الجسد، وحزام أمن آخر لضبط النفس، فقد رأيت أن النفس إذا لم تضبط تجني على الجسد، في حين الجسد لايجني على أحد.