أخيرا سيلتقي منتجو النفط داخل وخارج منظمة «الأوبك» في لقاء مصيري، وإن كان بشكل غير رسمي على هامش المنتدى الدولي للطاقة بالجزائر، في ظل تسجيل أجواء جد إيجابية تعكس على الأقل وجود إرادة تصب في السير نحو تتويج هذا اللقاء بقرارات حاسمة مازالت بيد المنتجين الكبار، الذين أوحت تصريحاتهم الأخيرة بنية التوصل إلى حل، يمكن أن يؤثر على استقرار معادلة السوق وتعافي الأسعار. يعقد هذا اللقاء بعد أن عرفت أسعار برميل النفط في الأشهر الأخيرة خاصة في موسم الصيف، تجاذبات ومنحنى تصاعدي وتنازلي غير مستقر للأسعار، تارة تتأثر بسقف تدفق العرض وارتفاع المخزون الأمريكي وتارة أخرى بتراجع الحفريات الأمريكية وكذا انزلاق قيمة الدولار، ولعل عودة إيران والعراق مجددا إلى السوق يفرض على المنتجين داخل الأوبك التعجيل بالتوصل إلى اتفاق يحافظ على مستوى عادل للأسعار، وإن كان النمو الاقتصاد العالمي له تأثيره على السوق النفطية، من أجل الإقبال وامتصاص العرض النفطي خاصة لدى الدول الناشئة مثل الهند والبرازيل وإلى جانب العملاق الصيني بقوته الإنتاجية. وتمثل المساعي الدبلوماسية التي تخوضها الجزائر ومبادرة تقريب وجهات النظر، التي تتبناها لتقاطع الشركاء حول حلول ناجعة وموحدة تخدم مصالح الجميع، من الأوراق الرابحة التي تبعث على التفاؤل للتتويج بقرار مصيري في ظل وجود أرضية إيجابية من تطابق وجهات النظر القادرة على تصحيح التذبذب، الذي طال أسعار النفط وأدى إلى انخفاضها إلى أقل من النصف، لكن يبقى الاتفاق مع الدول المنتجة خارج «أوبك» يكتسي بدوره أهمية كبيرة ولعله يعزز من أي قرار يتخذ من أجل تثبيت الانتاج إلى مستويات معقولة توازن بين العرض والطلب. لكن ومع كل ذلك تبقى العودة للعمل بنظام الحصص داخل منظمة «أوبك» إحدى المسائل الجوهرية التي ينبغي الحسم فيها، كي يتسنى الحفاظ على مستوى معقول من الضخ حتى بالنسبة للدول التي انقطعت عن الإنتاج لعدة سنوات، وبالموازاة مع ذلك يمكن أن نقول أن منتجو النفط داخل «أوبك» على بعد خطوة لحماية أسعار برميل النفط من التذبذب والاضطراب.