انتشرت هذه الأيام كلمة خربشة في الوسط الأدبي الجزائري، التي هي مصطلح غير أكاديمي وبعيد كل البعد عن الموضوعية والأخلاق الأدبية والإنسانية، واللباقة والأصول، فكل واحد يعتبر نفسه واصيا على الأدب الجزائري ومن ثمَّ يقوم بكتابة مقال يشيد فيه بكتاب سابقين أو أسماء في الذاكرة، ويستهين ويستهزأ بأسماء رائدة وأقلام جديدة ....، وفي حقيقة الأمر هذا ليس إشادة بتلك الأسماء وإنما ليستعملها حجارة يرمي بها الغير، فتشتعل الفتنة والعدائية بين الكتاب فخار يكسر بعض ويلتهون بالحرب الباردة والكلامية الساخنة على الفايسبوك لحيازة مكان وسط الساحة الملغومة الملوثة أصلا،ويتركون أقلامهم وقضياهم فيلعب الفأر لغياب القطط . لمصلحة من ؟؟؟ وأي أيادي خفية تحرك هذه العرائس؟؟؟ ولأي هدف إشعال هذه الحرب القذرة؟؟ لأنه من غير المنطقي ومن المحال أن يتوقف الإبداع عند اسم ما، أو بتاريخ ما، فلكل عصر ناسه ومميزاته وفنونه وإبداعاته ...وليس بالضرورة أن ما فات أحسن مما هو آت، ويوجد في النهر مالا يوجد في البحر، ولن نظل محتجزين في كهف الماضي والمتاحف، أو عابدين لأسماء بوصفها آلهة الأدب، فعبادة الأصنام قد انتهت من زمن، والأكرم أن تتركوا للقارئ حرية الاختيار، ولكل مخربش محبيه وجمهوره، وإذا أخدنا بنظرية الخربشة هذه فكما يخربش كتاب اليوم سيخربش نقاد اليوم وقد انتهى الأدب الجزائري بريادة.