يرفض أن يكون الأدب شكلا من أشكال التسلية وإن وجدت فلا بد أن تكون إشكالية، وبصفته من أكبر كتاب أمريكا اللاتينية وممن يحتل اسمه ''ماريو فارقاس ليوصا'' كل مرة قائمة الترشيحات لجائزة نوبل، فقد عرف عنه أنه يعامل الأدب على انه مادة شديدة الحساسية وعليه لابد من الحذر منه، فهو في رأيه لا يمر بلا أن يترك أثرا أو تأثيرا على القارئ .. نظريته هذه جعلت لصوته كمبدع متعدد المواهب والإبداعات صدى عالميا مناصرا للضمير الإنساني وللعدالة الاجتماعية، ما جعل مؤلفاته سواء المسرحية أو الروائية أو الشعرية مفعمة بالحس الإنساني وعامرة بالقيم الجمالية ورافضة لهيمنة الفكر العولمي. ولعل ذلك سر إعجابه بفيكتور هيڤو الذي خصص له كتابا بعنوان '' إغواء المستحيل '' وهو آخر ما ختم به مسيرته الإبداعية الزاخرة بالأعمال الأدبية من القصة إلى الرواية إلى النقد إلى المقال إلى الدراسة النقدية والجمالية والسير الذاتية. أحب هيڤو منذ الصغر حيث كان تلميذا في مدرسة عسكرية داخلية وكان لمؤلفه ''البؤساء'' أثر قوي عليه، واعترف انه هو الذي أنساه رتابة حياة النظام الداخلي في المدرسة .. فرقاس ايضا من الكتاب الذين يقرون بجميل الخيال وسلطته على منحه القدرة على مواجهة صعوبات الواقع على أن ثراء الادب في رأيه قد يجعل الواقع اكثر بؤسا ووجعا .. وليس فرقاس وحده من يقول بهذه الفكرة فعديد من الشعراء والكتاب المعجبين ب''البؤساء'' آخذوا عليه إغراقها في السوداوية التي قد تؤدي الى اشمئزاز الكائن من نفسه. ماريو فرقاس هو اليوم من الروائيين الأكثر شهرة في العالم وهو من القامات الإبداعية اللاتينو- امريكية البارزة، عرف بكتاباته المرهفة الشاعرية وبتمرسه في فن السرد. ويصنفه ناشره الإسباني الروائي كارلوس برال كاحد العمالقة الكلاسيكيين الأحياء وكظاهرة استثنائية لشخصية شعبية عالمية اما المترجم الجزائري الأصل البير بن سوسان فيصفه بالكاتب الأصيل ومجنون الكتابة فهو الخطيب والكاتب الذي يتحرى كينونة الكتابة، وباختصار فهو يراه الرجل ''القلم ''وما يجمع عنه النقاد والمتابعين لانتاجات ناريو فرقاس أنه يمثل الامل لكل أولئك الذين يؤمنون بان الأدب يضطلع بمهمة إنقاذ الإنسان في هذا العالم اشتغل ماريو فرقاس ليوصا لعدة سنوات في مجال الصحافة المكتوبة والمسموعة كما عمل كأستاذ جامعي في عدة جامعات عالمية ليتولى في الأخير منصب رئيس الجمعية الدولية للكتاب '' قلم '' التي أنشئت سنة .1921 وقبل كل ذلك قام بوظائف غريبة منها كاتب لمؤرخ حيث كان يجمع له الأساطير ومشرف على المقابر. يتميز ليوصا بطموحات كبيرة جعلته يقدم على الترشح للرئاسيات في البيرو سنة .2000 من أهم ما كتب مؤلفه المسرحي '' هروب الانكا'' وروايته الشهيرة ''حرب نهاية العالم '' وهي التي اعتبرها النقاد إضافة رائعة لعالم الرواية المعاصرة.