كان يفترض أن يكون النشر الأدبي فرصة لظهور أسماء جديدة تؤثث المشهد الإبداعي، وتحقق التواصل المنشود بين أجيال الكتاب، ويفترض أيضا أن تكون النزاهة العنوان الوحيد للنشر حتى يرتقي الكاتب، وتتطوّر أدواته، وحتى لا يتسلل الشذاذ والمتسلقين لتشويه صورة النص الجميلة، الناصعة...لكن في هذا الزمن المتسارع، والذي اختزلت وسائطه كل المسافات. في غياب أي وسيلة ناجعة لغربلة الإبداع انتشرت ظاهرة الكتابات الواهية، الخاوية، وتبعتها الجوائز والاستحقاقات المشبوهة، والتكريمات الجوفاء التي لا طائل منها، إلا تكريس الرديء، وكسر سلسلة الذوق المميز، وفي ظلّ هذا الواقع وتداعياته نسعى للبحث، وفهم أسباب ونتائج هذا الانحراف والانجراف...حاورنا بعض الأسماء الأدبية للوقوف علة ماسبق ذكره فكانت لنا هذه الوقفة السريعة.