خرج، أعضاء المجلس الشعبي لبلدية بجاية بقرار موحّد، في الاجتماع الأخير للمجلس، يتضمن معارضة شديدة لأي محاولة ترمي إلى إنجاز، أي بناية داخل حديقة التسلية الكائنة بحي أعمريو بمدينة بجاية، واصفين أي إقبال على ذلك اعتداء صارخا على البيئة والمحيط، باعتبار أن هذه الحديقة هي المتنفس الوحيد للمدينة، ويستغلها البجاويون في قضاء فترات من الراحة والتسلية بالوسائل المتوفرة هناك، وذلك لنسيان هموم الحياة العملية والمشقة اليومية، كما أن السلطات العمومية قد أقدمت في السنوات الأخيرة على هدم العديد من السكنات الفاخرة والتابعة للخواص، وذلك في إطار استعادة هيبة الدولة، حيث بنيت هذه المساكن بطريقة غير قانونية، وهو الأمر الذي دفع بالسلطات المحلية إلى هدمها باستخدام القوّة العمومية آنذاك. فبعد شكاوى العديد من المواطنين والجمعيات المحلية والصحافة الجوارية التي أسهمت كثيرا في الحديث عن التجاوزات الأخلاقية والأدبية التي ترتكب داخل الحديقة، فكرت السلطات العمومية للولاية في وضع حدّ لهذه الظاهرة السلبية أولا بمعالجة المشكلة أمنيا، وقامت مصالح الأمن بتطهير الحديقة من الآفات الاجتماعية، ثم جاءت المعالجة بإحاطة الحديقة ببنايات سكنية وأخرى طبيعية تجارية ومنها إنجاز المقر الجديد لإذاعة الصومام، ولتفادي بروز مشاكل في توزيع الأراضي المجاورة للحديقة للخواص، قرر المجلس الشعبي البلدي لبجاية إصدار قراره النهائي وتم إرسال نسخة منه إلى والي بجاية، ويقول المنتخبون المحليون، حسب تصريحاتهم، أنهم لا يتحملون أي مسؤولية تجاه الحديقة في حالة إنجاز المشاريع السكنية التي هي قيد الدراسة، وتسعى السلطات العمومية لتجسيدها في المستقبل القريب، باعتبار أن البجاويين يهتمون كثيرا بالحديقة ويتوافدون عليها يوميا وبصورة اعتيادية، خاصة العائلات، فقرار تحويلها،ولو جزئيا، إلى حي سكني سيثير ضجة وسخطا لدى المواطنين، وهو ما لا يريد المنتخبون المحليون حصوله في المستقبل القريب، خاصة وأن الجبهة الاجتماعية تعيش هذه الأيام على صفيح ساخن بسبب المشاكل الاجتماعية والمعاناة المتواصلة من أزمة ماء واهتراء الطرقات وانسداد في بعض البلديات وغيرها. وللإشارة، فإن والي بجاية يسعى إلى تحسين المنظر الخارجي للحديقة وإعطائها المكانة المناسبة التي يجب أن تحتلها، من جهة، ومن جهة أخرى لحمايتها كمنطقة سياحية بالدرجة الأولى.