مازالت تشكيلات التحالف الرئاسي لم تجتمع بعد، منذ آخر لقاء سلَّم فيه حزب الأفلان الرئاسة إلى نظيره في حركة مجتمع السلم خلال أواخر شهر جوان الفارط، رغم أن الفترة الرسمية التي يفترض أنها محددة بثلاثة أشهر تنتهي بحر الأسبوع المقبل. وتكتسي القمة المقبلة التي يتولى فيها الأرندي الرئاسة أهمية محسوسة، على إعتبار أن هذه التشكيلات الثلاث ستشرع في التحضير المكثف لتجسيد برنامج رئيس الجمهورية الخماسي الجديد، ومنتظر منها أن تقدم تقريرا تقييميا لما تم المساهمة في إنجازه خلال الخماسي الجاري الذي ينقضي بعد عدة أسابيع. استبعد السعيد بوحجة المكلف بالإعلام على مستوى حزب جبهة التحرير الوطني، في اتصال أجرته معه ''الشعب'' أيَّ لقاء لقادة التحالف الرئاسي حتى بعد شهر رمضان الفضيل. وأقر بوحجة حقيقة أن قادة التحالف الرئاسي لم يلتقوا في أي لقاء بخصوص بيت التحالف منذ آخر قمة لتدوير الرئاسية، انعقدت يوم 23 جوان الفارط. ويرى بوحجة أن عودة التنسيق على مستوى أحزاب التحالف ستعود بقوة تحت القبة البرلمانية لمناقشة وإثراء ترسانة من النصوص القانونية، ومن خلال انتخابات مجلس الأمة المقررة شهر ديسمبر المقبل، حيث وصف هذه التحالفات بالشرسة ولم يخف أن المصلحة تحكمها، حيث يجد منتخبو الأفلان أنفسهم مجبرين على التحالف تارة مع حمس وتارة مع الأرندي دون الشريك الثالث. ويرى بوحجة أن جوهر روح التحالف في مؤسستيه التنفيذية والتشريعية . وأكدت مصادر برلمانية من حركة مجتمع السلم وحزب الأرندي أن قبتي البرلمان ستعرفان تحالفا مكثفا بين تشكيلات التحالف الرئاسي، بمجرد الإفراج عن سلسلة من مشاريع القوانين التي بات النواب يترقبونها بشغف على غرار مشروع قانوني الولاية والبلدية، وقانون المنتخب وما إلى غير ذلك، ونحن بدورنا يجب أن نقر احتمال أن تصدر هذه المشاريع في شكل أمرية رئاسية مثلما يتوقعه الكثير من المتتبعين داخل غرفتي البرلمان . ويذكر أن التحالف الرئاسي مقبل على فترة من التنسيق المكثف والتحضير الجدي، للشروع في تجسيد برنامج رئيس الجمهورية بخطوات متسارعة، وعلى غرار استكمال مشاريع البنى التحتية توجد تحديات لا يستهان بها ضمن برنامج الرئيس تحتاج إلى سهر وإسناد المهمة إلى الكفاءات والتعويل على الرقابة المتواصلة . والمطلوب من التحالف الرد عمليا وفي الميدان على كل ما يروج من أنه وصل إلى مرحلة أخيرة ستؤدي به إلى عقم سياسي، خاصة مع حالة التململ التي يعيشها بيت حركة مجتمع السلم، وهاجس الإنقسام الذي ما زال يعصف به، وحتى يتكرس بشكل فعلي خطاب قادة التحالف، لأنه في آخر قمة ثلاثية اعتبر فيها أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم أن التحالف عنصر استقرار وطني، أما نظيره في حزب الإفلان عبد العزيز بلخادم فيرى في التحالف تجربة ديمقراطية تؤسس لتعددية حقيقية، بعيدا عن التفرد بالسلطة، فهل ينجح التحالف الذي يقال أنه دخل حالة الركود حسب بعض السياسيين في ترقية هذا الإطار السياسي إلى شراكة سياسية؟