كان الأمير عبد القادر “رمزا للسلم ونموذجا للتعايش” حسب ما أكده أول أمس، بوهران رئيس المؤسسة التي تحمل أسم هذه الشخصية التاريخية. أبرز شميل بوطالب خلال ملتقى حول الفكر الإنساني للأمير عبد القادر أن “مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الذي كان يحمل معاني السلم النابعة من الإسلام يعتبر سباقا لاتفاقية تحرير أسرى الحرب وحوار إسلامي - مسيحي”. “لقد حاول الأمير بكل الطرق إرساء السلم. ولم يجد أذانا صاغية لا من أبناء بلده ولا من الفرنسيين” وفق ذات المتحدث مذكرا بأنه أنقذ خلال منفاه بدمشق حياة عدة ألاف من المسيحيين سنة 1860. كما تمّ التطرق إلى إيمان وأعمال وحكمة قائد المقاومة الشعبية الجزائرية خلال هذا الملتقى من قبل المتدخلين الذين تناولوا تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة ومبايعة الأمير عبد القادر في 27 نوفمبر 1832 بغريس. وتناول أستاذ التاريخ بجامعة وهران 1 الدكتور بليل حسني خصال الأمير الذي كان يحمل السيف والقلم والذي تميز بالمرونة والموضوعية والحوار والرؤية الصائبة”. أما الدكتورة دليلة حسان دواجي فقد أشارت في محاضرتها الى أنه كان “نموذجا للأخوة الإنسانية متعبدا لله ويصلح ذات البين مهما كانت انتماءات الأشخاص العرقية والعقائدية أو الاجتماعية”. وقد كان للأمير عبد القادر “دورا في حفر قناة السويس” التي تربط بين ثلاث قارات تضيف ذات المتدخلة مشيرة إلى أنه “كان يتمتع ببعد النظر” بهذا البحر الذي يمثل تقارب بين الشرق والغرب. “لقد كان يعي في تلك الفترة بما يتعلق بالتقدم التقني وضرورة إصلاح المجتمعات الإسلامية” كما أضافت المتحدثة. ومن جهته أكد عبد الرحمن شارف العضو بمؤسسة الأمير عبد القادر بأن “الأمير لم يكتب أبدا رسالة للفرنسيين، لقد كان له تفكيرا شاملا حول ملاحظاته ونظرته للحياة وعلاقات المسلمين عموما والجزائر خصوصا مع فرنسا”.