لا تتوقف بعض وسائل الإعلام الخارجية عن إظهار تكالبها تجاه الوضع في بلادنا من خلال نشر أكاذيب وترويج أخبار مزيفة تتم فبركتها في مخابر لمراكز قوى دولية واقلييمة معروفة بعدائها للجزائر، منذ أن نهض الشعب الجزائري في هبته التحريرية ليسترجع سيادته الوطنية ويتموقع في المشهد العالمي سيّدا لا مجال للتأثير في خياراته أو التطاول عليه. صعدت تلك المنابر المغرضة الآونة الأخيرة من وتيرتها العدائية مستهدفة حالة الاستقرار التام الذي تنعم في ظله البلاد فاسحة المجال أمام المبادرة الاقتصادية والتنمية الشاملة، غير مستسلمة لتداعيات الصدمة المالية الخارجية، بعد أن تجاوزت مؤامرة أخطبوط «الربيع العربي»، بفضل إدراك الشعب الجزائري وكافة الشركاء على ما بينهم من اختلاف في الرؤى والتصوّرات مدى خطورة ذلك المشروع الهدام الذي خلّف وراءه في بلدان تسرب إليها، دمارا هائلا وشرّد شعوبا بكاملها وحطّم أحلام أجيال أصبحت اليوم في آخر الركب بعد أن كانت في الصدارة. طبيعي أن لا تهضم تلك القوى النيوكولونيالية التي توارثت العقيدة الاستعمارية المتخلفة قدرة الجزائر على رفع التحديات وكسب الرهانات على مختلف المراحل بما فيها تلك التي حملت معها أزمات مختلفة أصبحت من الماضي الذي تستخلص منه الدروس لمواجهة المستقبل بثقة ورصانة ضمن التوّجه الثابت لبلد يعطي للمبادئ قيمتها ولحقوق الشعوب مركزها دون مقايضة أو ابتزاز أو مساومة، بل تدرج التضامن بين الشعوب ومكافحة الفقر وغيرها من مبادئ الألفية للأمم المتحدة للتنمية البشرية في صلب مواقفها الثابتة. للأسف تصمم بعض وسائل الإعلام في عواصم لا تتوقف عن الظهور بمظهر الديمقراطية الحريصة على حقوق الإنسان على إتباع سياسة النعامة، فلا تريد، بل مقرروها لا يريدون رؤية مدى التغير الكبير الذي حققته الجزائر على كافة الجبهات منذ استرجاع السيادة الوطنية، وقدرتها، مع كل النقائص المسجلة أو التعثرات التي اعترضت بعض برامج الاستثمار والتنمية، على انجاز القفزة النوعية للتطور ومحو آثار الوجود الاستعماري الذي خلف وراءه أرضا محروقة بعد أن نهب الخيرات والثروات. كان نجاح الجزائر في طي سنوات العشرية السوداء، بفضل صمود شعبها وحنكة قادتها في تجسيد خيار المصالحة الوطنية، أكبر إزعاج لأولئك الذين فضلوا الصمت من البعض والتواطؤ من البعض الآخر، ولا يزالون رهائن أحلامهم التي تتحول دوما إلى سراب، ولن يعار إليها بال ذلك أن بلدنا يواصل مسيرته مرتكزا على إرادة شعبه الحريص على الاستقرار باعتباره ضمانة للرفاهية وممارسة الحقوق الدستورية في كنف الديمقراطية.