انطلقت اليوم الاربعاء بمركز الملك الحسين للمؤتمرات بالبحر الميت (الأردن) اشغال الدورة ال28 للقمة العربية بمشاركة رؤساء دول و حكومات الدول العربية، بحضور رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في هذه القمة العادية وافتتح الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، أعمال القمة بصفته رئيس الدورة السابقة بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم وتضمنت كلمته حديثا عن مجمل الاوضاع العربية وأبرزها القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وإنهاء الاقتتال الداخلي في سوريا وفق قرارات الاممالمتحدة ومؤتمرات جنيف وأستانا، وضرورة التوافق على انهاء الازمة الليبية. وعقب تسلم ملك الاردن عبد الله الثاني رئاسة القمة أكد في كلمة له حجم التحديات التي تواجه الأمة العربية وأهمها "خطر الارهاب والتطرف الذي يهدد الأمة العربية ويسعى الى تشويه الدين الاسلامي الحنيف"، مشيرا الى أنه : "من واجبنا اليوم ان نعمل معا على تحصين الشباب العربي دينيا وفكريا". وقال عبد الله الثاني بأن الارهاب "يهدد العرب والمسلمين أكثر مما يهدد غيرنا ولا بد من تكامل الجهود العربية والعالمية لمكافحة الارهاب ضمن نهج شمولي". وفي الشأن الفلسطيني جدد ملك الاردن التأكيد على انه "لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون عمل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في الشرق الأوسط من خلال حل الدولتين". وبخصوص الأزمة في سوريا أعرب عن أمله في ان تقود المباحثات الاخيرة في جنيف وأستانا الى "انفراج يطلق عملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب السوري وتحافظ على وحدة الاراضي السورية وسلامة مواطنيها وعودة اللاجئين". كما تضمنت كلمة الرئيس الحالي للقمة العربية التأكيد على دعم جهود الحكومة العراقية في محاربة الارهاب تمهيدا لعملية سياسية شاملة وكذا دعم الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار والأمن في اليمن وليبيا، معتبرا بأن الخطوة الاولى لترجمة كل هذا "يكون عن طريق التوافق على اهدافنا ومصالحنا الاساسية بدلا من ان نلتقي كل عام ونكرر مواقف نعلم جيدا انها لن تترجم في سياساتنا". أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، احمد ابو الغيط، فقد أكد من جهته ان الازمة التي تعيشها المنطقة العربية "شديدة لكن إرادتنا الجامعة أشد وأصلب وإن مأزقنا خطير ومصيري، ولكن وحدتنا، إذا صدقت النوايا، قادرة على تجاوز هذه الازمة". وأضاف بان الدول العربية "تتطلع جميعا إلى عبور هذه الأزمة بتعاضدنا وتداعينا لنجدة بعضنا البعض, وتوحيد رؤيتنا على أولويات مشتركة للأمن القومي العربي.. وفي القرارات المعروضة على القمة تفصيل واضح لهذه الأولويات جميعا.. فلا نجاة لنا مما نحن فيه إلا مجتمعين متحدين.. واجتماع إرادتنا يقطع بنا نصف الطريق إلى ما نصبو إليه". كما شدد على ان الشعوب والحكومات العربية "قادرة على عبور هذا الفصل الخطير في تاريخها الحديث، وهي أشد قوة وأصلب عودا وأمضى عزيمة وأكثر تضامنا ووحدة". وتناقش القمة 17 بندا تتناول مجموعة من القضايا والملفات الاساسية العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا والأزمات التي تعاني منها المنطقة و على رأسها القضية الفلسطينية، والازمة في سوريا، ومواجهة خطر الإرهاب، الى جانب محاولة تفعيل مبدأ العمل العربي المشترك . وتجري الأشغال ضمن أربع جلسات عمل من بينها جلسة واحدة مغلقة لمناقشة واعتماد مشروع جدول أعمال القمة ومشاريع القرارات ومشروع إعلان عمان الذي سيتضمن المواقف والقرارات والرؤية العربية لمختلف اوضاع المنطقة العربية. ويحضر أشغال هذا اللقاء انطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وفيدريكا موغيريني، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي نائب رئيس المفوضية الأوروبية، وموسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، ويوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ومشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي .