أقر وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ يوم الجمعة في برلين بأن الجيش الألماني ارتكب أخطاء عندما أمر بضربة جوية قاتلة في أفغانستان. ومن جهتها بدأت وزارة الدفاع الكندية إعداد خطط لسحب قواتها المقاتلة من أفغانستان. ونقلت خدمة كانوست نيوز الكندية يوم الجمعة عن مسؤولين في وزارة الدفاع قولهم: إن رئيس الأركان الجنرال والتر ناتينيزك أصدر تعليماته بالبدء في إعداد خطط لوجستية لسحب 2800 جندي مع معداتهم من أفغانستان بحلول العام 2011. وكان رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أبلغ القادة الأميركيين في واشنطن في سبتمبر الماضي أن بلاده ستنهي مهمة قواتها في أفغانستان.ويشار إلى أن 133 جنديا كنديا قتلوا في أفغانستان منذ العام 2002. وتزامنا مع هذه التطورات ربط رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إرسال مزيد من الجنود إلى أفغانستان بإصلاح الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لحكومته. وقال براون في خطاب ألقاه الجمعة: إنه عندما ينبع التهديد الإرهابي الرئيس لبريطانيا من أفغانستان وباكستان لا يمكننا ولا يجب أن ننسحب ولن نفعلها. وأضاف: أن الدعم الدولي لكرزاي يتوقف على مدى طموحه ودرجة إنجازاته في خمسة مجالات أساسية هي الأمن والحكم والمصالحة والتنمية الاقتصادية والعلاقات مع جيرانه. وتنشر بريطانيا تسعة آلاف عسكري بأفغانستان يتمركز أغلبهم بولاية هلمند جنوب البلاد. ومن جهته أقر وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ يوم الجمعة في برلين بأن الجيش الألماني ارتكب أخطاء عندما أمر بضربة جوية قاتلة في أفغانستان. وجاء الاعتراف بعد تعرض الجيش الألماني لانتقادات حادة في تقرير سري لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بسبب أسلوبه في التعامل يوم الرابع من سبتمبر الماضي عندما نفذ ضربة جوية في ولاية قندوز شمالي أفغانستان قتل فيها عشرات الأفغان بينهم مدنيون.وكان المدعون في مدينة دريسدن -حيث يقيم العقيد جورج كلين الضابط الذي أمر بتوجيه الضربة الجوية- طلبوا الجمعة من المدعين الفدراليين تحديد ما إذا كان القانون الدولي الذي يحدد جرائم الحرب ينطبق على هذا الحادث أم لا.وقال غوتنبرغ إنه لا يساوره شك في صحة تقدير المفتش العام للجيش الألماني الجنرال فولفغانغ شنايدرهان لهذه الغارة حيث وصفها قبل عدة أيام بأن لها ما يبررها من الناحية العسكرية. ويشير تقرير الناتو إلى أن كلين تعدى سلطاته بإصدار أوامر الضربة.وقال غوتنبرغ عقب إخطاره نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي في البرلمان الألماني بتقديره للغارة: إنه يعتقد بأن مدنيين أيضا قتلوا في الغارة.وعبر غوتنبرغ عن أسفه البالغ والعميق للضحايا المدنيين الذين أودت الغارة مثار الجدل بحياتهم. وقال الوزير: إن تقرير الأطلسي بشأن الغارة خلص أيضا إلى أنه كانت هناك أخطاء نظامية وقصور في بعض المواطن التدريبية كشفت عنها الغارة. ودعا الوزير لتدارك هذه الأخطاء واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان عدم تكرارها غير أنه أكد أنه حتى وإن لم ترتكب أخطاء إجرائية فإن الغارة كانت ستقع لا محالة.