دعا وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية عبد الوهاب نوري، أمس، بقالمة، المستثمرين إلى التوجه نحو إنجاز مركبات كبيرة لمواكبة الديناميكية الجيدة التي يسير عليها قطاع السياحة في الجزائر. أضاف نوري خلال معاينته أشغال مشروع خاص لإنجاز قرية سياحية بمنطقة حمام دباغ بقالمة، «لابد من التوجه نحو إنجاز منتجعات ومركبات سياحية كبيرة ذات نوعية عالية تكون في مستوى تطلعات المواطن والسائح المحلي والأجنبي»، مؤكدا أن وزارته تحث على تحقيق منتوج سياحي يتمشى مع المقاييس العالمية. ودعا الوزير المستثمرين في النشاطات السياحية عبر مختلف الولايات، إلى التنسيق فيما بينهم وتبادل الخبرات من أجل الاستفادة من التجارب الناجحة، مبديا إعجابه ببعض المشاريع المنجزة من طرف مستثمرين خواص عبر عدة ولايات من الوطن، على غرار سكيكدة وبسكرة ووادي سوف وعين تموشنت ومستغانم. في نفس السياق، أبدى وزير السياحة عدم رضاه تماما عن العلمية الجارية لحماية موقع الشلال بحمام دباغ، معطيا بعين المكان أوامر بعقد جلسة عمل في الأيام القليلة المقبلة على مستوى الوزارة وتنصيب لجنة متعددة القطاعات لإعداد تقرير مفصل عن الوضعية وتدارك النقائص المسجلة. في تصريح أدلى به للصحافة بمنطقة الشلال، ذكر نوري أن العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، كانت سببا رئيسا في تسجيل تأخر البلاد الكبير في القطاع السياحي، مشددا على ضرورة تداركه من خلال إنجاز مشاريع بمقاييس عالية. وذكر كذلك، أن الجزائر كانت بعد السنوات الأولى من استقلالها من أفضل الدول من حيث استقبال السياح الأجانب، زيادة على انتهاجها آنذاك سياسة تنموية للقطاع تعتمد على إنجاز المركبات والمنتجعات السياحية العملاقة بالمناطق الحموية والساحلية، مضيفا أن هذه المركبات التي صنعت الأيام الجميلة للجزائريين هي بحاجة ماسة حاليا إلى «عصرنة وتطوير». وبعدما أشار إلى أن الحكومة الجزائرية خصصت ما يزيد عن 70 مليار د.ج لصيانة وعصرنة الهياكل القديمة، ذكر بالمناسبة أن عدد المشاريع السياحية الجاري إنجازها حاليا على المستوى الوطني يصل إلى 584 مشروع، من أصل ما مجموعه 1600 مشروع، حظيت بموافقة الجهات المعنية. وكان عبد الوهاب نوري قد استهل زيارة العمل والتفقد إلى ولاية قالمة، بمعاينة مشروع إنجاز محطة حموية بقرية حمام بلحشاني ببلدية عين العربي، قبل أن يتفقد بعض المشاريع الجارية بحمام دباغ، ثم بوسط مدينة قالمة، قبل توجهه إلى مركبين حمويين تابعين لخواص دخلا حيز الخدمة منذ سنوات طويلة وذلك بمنطقة حمام أولاد علي ببلدية هيليوبوليس.