ما هي المناورة التي يحضرهاتهم روس بالانحياز يبدو أن تعيين الألماني هورست كوهلر مبعوثا خاصا للأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس إلى الصحراء الغربية سيضع المخزن أمام مسؤولياته اتجاه إنهاء هذا النزاع، حيث لم يعد بإمكانه التملص مجددا من العودة إلى طاولة المفاوضات، كما كان يناور في السابق باتهام كريستوفر روس بالانحياز تارة واتهام الأمين العام الأممي السابق بان كي مون بعدم الحياد تارة أخرى ثم افتعال صراع شخصي معه للتهرب من جوهر القضية المتمثل في إطلاق مفاوضات جادة مع جبهة البوليساريو. اليوم لم تعد حجج المخزن - على بطلانها- مقبولة بوصول إدارة جديدة على رأس الأممالمتحدة وإيفاد هذه الأخيرة لمبعوثها الخاص الجديد إلى النزاع الصحراوي وبالتالي لم يعد أمام المغرب أي إمكانية للمراوغة أو للتملص من مواجهة هذه المستجدات، كما لم يعد بإمكانه شخصنة الخلاف مع غوتيرس وكوهلر كما فعل مع بان كي مون وكريستوفر روس لأنه سيجد نفسه في موقف لا يحسد عليه فالمجتمع الدولي كله سيدرك سوء نواياه وحجم المغالطات التي روج لها المخزن وسيكتشف أن من يقف حجرة عثرة في وجه حل القضية الصحراوية ليست جبهة البوليساريو ولا الأممالمتحدة ولا حتى الجزائر التي يحاول المخزن أن يجعل منها في كل شماعة يعلّق عليها انتكاساته الدبلوماسية المتتالية وتنفيسا عن مشاكله الداخلية في حين أنه هو من يعطل الحل بامتهانه لسياسة الهروب إلى الأمام و الدفع نحو المواجهة والانفلات للزج بالمنطقة - لا قدر الله - في أتون حرب جديدة تهدّد الأمن والاستقرار فيها وهذا كله لإجهاض أي بوادر لانفراج في الأفق يمر عبر تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، ولا يمكن إدراج الاستفزاز المغربي الأخير في منطقة الكركارات أو تفسيره إلا ضمن هذا المنطق التصعيدي غير المسؤول الذي كاد أن يشعل فتيل الحرب. إن تعيين الألماني المحنّك كوهلر مبعوثا أمميا إلى الصحراء الغربية قد يجدّد الأمل لدى الشعب الصحراوي في ممارسة حقّه في تقرير مصيره، ولكن و في الوقت نفسه فإن هذا الشعب وقيادته قد لا يبقيا مكتوفي الأيدي في حال حدوث خيبة أمل جديدة، خاصة وأن الصحراويين ينتظرون من كوهلر ممارسة نفوذه أوروبيا من أجل حشد المزيد من الدعم لقضيتهم العادلة وكذا من أجل ممارسة أوربا الرسمية والشعبية المزيد من الضغط على الاحتلال المغربي لإرغامه على الانصياع إلى الشرعية الدولية وتنفيذ القرارات الأممية والبداية تكون بعودة كل أعضاء المكون السياسي للمينورسو إلى الأراضي الصحراوية المحتلة بعد أن طردهم المغرب في سابقة خطيرة لم تشهد الأممالمتحدة مثيلا لها منذ تأسيسها قبل 72 عاما على خلفية نزاعه الشخصي المفتعل مع الأمين العام السابق بان كي مون.