حملة الرئاسيات تختتم في أجواء مشحونة يتوجه الفرنسيون، غدا، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، والاختيار بين المتنافسين في هذا السباق المحموم،زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان من جهة، ومؤسس «حركة إلى الامام « الوسطي إمانويل ماكرون من جهة ثانية، الذي ترشحه كل الاستطلاعات والاستقراءات ليكون الرئيس الفرنسي القادم . وعشية هذا الموعد التاريخي الذي يجرى في أجواء أمنية مشدّدة، يبدو ماكرون الأقرب إلى قصر الإليزي، حيت تجاوز منافسته بنقاط كثيرة، بل واستطاع أن يزحزحها إلى الوراء خلال الحملة الانتخابية العاصفة التي قلبت المشهد السياسي في البلاد رأسا على عقب. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة (إيلاب) لصالح تلفزيون (بي.إف.إم) وصحيفة (لوكسبرس) أن مرشح الوسط سيحصل على 62 في المئة من الأصوات في الجولة الثانية المقررة غدا الاحد، مقابل 38 بالمئة للوبان بزيادة ثلاث نقاط لصالحه مقارنة بنسبة الأصوات التي توقعها الاستطلاع السابق الذي أجرته إيلاب. وهذه النتائج هي الأفضل التي يحققها ماكرون في استطلاع تجريه مؤسسة كبرى منذ خروج المرشحين التسعة الآخرين في الجولة الأولى. ونظم الاستطلاع بعد مناظرة تلفزيونية ساخنة بين المرشحين يوم الأربعاء والتي اعتبر متابعوها ماكرون هو الفائز فيها بلا منازع . ورجح أداء ماكرون القوي في المناظرة واستطلاع رأي ثان هذا الأسبوع أن تحصد حركته السياسية (إلى الأمام) العدد الأكبر من مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية في جوان، كما رفع معنويات المستثمرين الذين ساورهم القلق حيال توترات قد يحدثها فوز لوبان، التي رفضت الاستسلام إلى آخر دقيقة، وهي تؤمن بأنها ستحقق المفاجأة الكبرى كما فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتصبح أول رئيسة تقود فرنسا. الحملة تختتم في أجواء مشحونة اختتمت الحملة الانتخابية، أمس الجمعة، في ظل أجواء مشحونة مع تقديم إيمانويل ماكرون شكوى بعد إشاعات عن امتلاكه حسابا مصرفيا خارجيا، واستقبال صاخب لكلا المرشحين. حيث تعرضت لوبان -التي تصف نفسها بأنها «مرشحة الشعب»- للرشق بالبيض من قبل متظاهرين غاضبين لدى وصولها شركة ملاحة في بلدة دول دي بريتاني (غرب البلاد)، هاتفين «فليخرج الفاشيون». وبدوره، تعرض ماكرون لصيحات استهجان من مجموعة من النقابيين بسبب قانون مثير للجدل يحرر عقود العمل، كان رفض إلغاءه في حال فوزه. وقدم ماكرون شكوى ضد مجهول بتهمة «نشر أخبار كاذبة»، إثر تلميحات أطلقتها منافسته خلال مناظرتهما مساء الأربعاء عن إمكانية امتلاكه «حسابا خارجيا في جزر الباهاماس»، وفتحت النيابة العامة الباريسية تحقيقا أوليا على الفور. هذا ويرى المراقبون هذه الانتخابات، هي الأهم في فرنسا منذ عقود، إذ تجرى بين معسكرين يختلفان تماما في النظرة إلى أوروبا ودور فرنسا في العالم. وأعلنت لوبان في برنامجها الانتخابي أنها ستغلق الحدود وتتخلى عن العملة الأوروبية الموحدة في حين يرغب ماكرون، المرشح المستقل الذي لم ينتخب لمنصب عام حتى الآن، في تعاون أوثق مع أوروبا واقتصاد مفتوح. وفشل مرشحا الحزبين الرئيسيين في الحصول على ما يكفي من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات في 23 أفريل نيسان. أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «أودوكسا «، أمس، أن ربع الناخبين الفرنسيين سيمتنعون عن التصويت في جولة الإعادة غدا، وبينهم يساريون كثيرون يشعرون بالإحباط لفشل مرشحيهم في الوصول للجولة الثانية. والنسبة المتوقعة للامتناع عن التصويت ستكون ثاني أسوأ نسبة من نوعها منذ عام 1965، مما يسلط الضوء على خيبة أمل كثير من الناخبين لانحسار الاختيار بين ماكرون ولوبان. وبحسب وزارة الداخلية اقتربت نسبة الإقبال على التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات من 78 بالمئة. وأظهر الاستطلاع، الذي أجري لصالح تلفزيون «فرانس إنفو»، أن 69 بالمئة من الناخبين الذين يعتزمون الامتناع عن التصويت سيفعلون ذلك على مضض لرفضهم الاختيار بين ماكرون ولوبان. وصوت كثيرون لصالح مرشحين أكثر يسارية خرجوا من السباق في الجولة الأولى. ماكرون اختار رئيس وزرائه قال مرشح الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون، أمس، إن رأيه استقر على رئيس وزرائه المقبل في حالة فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات، لكنه لن يكشف عن تشكيله الحكومي إلا بعد توليه المنصب. ولدى سؤاله عما إذا كان قد أبلغ مرشحه باختياره أجاب ماكرون «كلا، ما زال في ذهني» دون أن يعطي أي دلالة تشير إلى اسم المرشح أو المرشحة. وأضاف «إذا انتخبت سأعمل على الانتهاء من تشكيل الحكومة في الأسبوع المقبل لكن سيعلن عنها بعد تسليم السلطات» في إشارة إلى تسليم الرئيس الحالي فرانسوا هولاند السلطة إلى خلفه في خطوة متوقعة في عطلة الأسبوع التي تلي الانتخابات. وأوضح ماكرون أن رئيس وزرائه «سيكون ذا خبرة في الحقل السياسي ولديه القدرة على قيادة أغلبية برلمانية والقدرة على قيادة حكومة تجددت بالكامل وستتضمن أيضا عددا من الرجال والنساء من ذوي الخبرة».