أعلن، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد سعيد بركات، عن وصول أولى اللحقات الخاصة بمرض أنفلونزا الخنازير في غضون الأسبوع الأول من شهر ديسمبر الجاري حيث من المقرر أن يصل 900 ألف لقاح في انتظار تأمين كل الكمية المطلوبة والمقدرة ب 20 مليون لقاح في ظرف 4 أشهر القادمة، كاشفا في الوقت ذاته عن بداية تلقيح المواطنين فور وصول الكمية الأولى وهو التلقيح الذي سيكون مجانا وعبر كل المستشفيات والمراكز الصحية. وبرر، وزير الصحة، في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر الوزارة، تأخر استلام اللقاح المضاد لمرض أش1 أن1 بكون الجزائر ليست مصنعة للقاح بحيث تحتكر إنتاجه أربعة مخابر عالمية هذه الأخيرة التي شرعت في تأمين طلبات دولها قبل أن تبدأ في تأمين طلبات الدول الأخرى المحتاجة للدواء، مشيرا إلى أن طلب الجزائر بلغ 20 مليون لقاح وهي الكمية التي سيتم تأمينها بحلول شهر مارس المقبل، إلى جانب تأمين 500 مليون قناع الذي تم توفير 200 مليون وحدة منه لحد الآن. وفي سياق متصل، أوضح الوزير أن هذا التوزيع الزمني لوصول الدواء لم يأت هكذا، وإنما جاء حسب دراسات سوسيو اجتماعية، مضيفا أن التلقيح سيكون في المراكز التي تم فيها التلقيح ضد الزكام الموسمي، كما أنه سيكون مجانا وليس جماعيا إذ سيتم في الأوساط الطبية والمراكز الصحية الجوارية، في انتظار إدماج الوحدات الطبية المدرسية. وأبرز، الدكتور بركات، جاهزية عمال قطاعه للتكفل بتلقيح كل المواطنين حيث أن حملة التلقيح الأخيرة التي سمحت بتلقيح مليون شخص في ظرف ثلاث أيام، أظهرت قدرة القطاع في إمكانية تلقيح الجميع وفي ظرف قياسي. وعن آخر المعطيات حول انتشار هذا المرض في الجزائر، هون السيد بركات من الوضعية التي تعرفها الجزائر رغم أنه أقر بانتشار الفيروس في كامل التراب الوطني، وقال في هذا الصدد أن هذا الوضع لا ينبغي أن يثير الخوف أو الهلع كون أن المخطط الوطني للوقاية الذي أقرته وزارة الصحة منذ إعلان منظمة الصحة العالمية عالمية وباء أنفلونزا أش1 أن1 أثبت نجاعته والدليل على ذلك أن أغلب المصابين بالمرض والذين لم يتجاوز عددهم 300 شخص كلهم تلقوا العلاج وعادوا إلى بيوتهم باستثناء ثلاث حالات وفاة تم تسجيلها عشية عيد الأضحى المبارك وهي لأم وجنينها بوهران، وامرأة في الخمسين من عمرها بولاية بسكرة. وفي هذا السياق، اعتبر السيد بركات أن محاربة هذا الوباء والوقاية منه مسؤولية يتقاسمها الجميع ابتداء من الوزارة الوصية، والقطاعات الوزارية الأخرى، الإعلام وصولا إلى الفرد بحد ذاته، لأنه كما قال أسهل طريقة للوقاية هي المحافظة على غسل اليدين يوميا بالصابون السائل، داعيا في هذا الصدد الجميع إلى الوقوف وقفة رجل واحد والشروع في حملة وطنية يوصى فيها بالنظافة وغسل اليدين. وذكر، وزير الصحة، بالإجراءات التي اتخذتها مصالح دائرته الوزارية منذ إعلان المرض وباء عالمي، على غرار تنصيب اللجنة الوطنية المكلفة بالوقاية من هذا المرض واللجان الولائية وتجهيز أكثر من 50 مستشفى للتكفل بالحالات المصابة وتعيين 34 نقطة مراقبة عبر الوطن، إضافة إلى إعادة تأهيل الممرضين بالمستشفيات وتكوين كل المؤسسات ذات النظام الخاص مثل العاملين في سونلغاز، الشرطة، الدرك، الجمارك، وحتى في المدارس وهي الإجراءات التي سمحت بتقليص عدد المصابين وعدد الوفيات بهذا الوباء العالمي في الجزائر ونالت شهادة تقدير من منظمة الصحة العالمية.