رفضت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس السبت التعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينة بشأن تقرير غولدستون، القاضي بتشكيل لجنة تحقيق في جرائم الحرب خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة. وكانت السلطة الفلسطينية قدمت أمس الأول تقريرا أوليا حول الطريقة التي ستعتمدها للتحقيق في جرائم الحرب المفترضة التي ارتكبت خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الشتاء الماضي، كما أعلن المندوب الفلسطيني في الأممالمتحدة رياض منصور. وقال عضو البرلمان الفلسطيني عن حركة حماس يحيى موسى: إن حماس حضرت ردها في أكثر من 230 صفحة وسترسله إلى الأممالمتحدة، معتبرا أن السلطة الفلسطينة غير مؤهلة وأنها خذلت الشعب الفلسطيني وتخذله الآن عندما توجّه الاتهامت جزافا لحركة حماس، على حد قوله. وقال رياض منصور المندوب الدائم لفلسطين لدى الأممالمتحدة للصحافيين في وقت سابق أنه أودع لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة رسالة من رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووثائق، تتضمن خصوصًا مرسوما رئاسيا بإنشاء لجنة تحقيق مؤلفة من خمسة قضاة وخبراء قانونيين، للنظر في الاتهامات الواردة في تقرير لجنة التحقيق الدولية، برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون حول وقوع جرائم حرب خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة. وكانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة برّأت الأربعاء جميع الفصائل الفلسطينية المسلحة، وفي طليعتها ذراعها المسلحة كتائب القسام، من ارتكاب أي جريمة حرب خلال النزاع، مؤكدة أنها أجرت تحقيقا في هذا المجال عملا بتوصيات تقرير غولدستون. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت في الخامس نوفمبر قرارا بغالبية واسعة أمهلت فيه إسرائيل والفلسطينيين ثلاثة أشهر لبدء تحقيقات ذات مصداقية حول مزاعم جرائم الحرب المرتكبة خلال الحرب على غزة بحسب تقرير غولدستون. وبموجب هذا القرار، يتعين على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقديم تقرير إلى الجمعية العامة بحلول الخامس من نوفمبر. وتلقت الأممالمتحدة الجمعة أيضا رد إسرائيل الرسمي على الاتهامات الواردة في تقرير غولدستون. وقد تضمن التقرير الإسرائيلي الواقع في 46 صفحة والذي نشرته الحكومة الإسرائيلية مساء الجمعة إشادةً باستقلال القضاء الإسرائيلي وحياده ونفي أن يكون الجيش الإسرائيلي قتل مدنيين عمدا، كما أكد أن كل شيء جرى القيام به ليلتزم الجيش بالشرعة الدولية في حالات الحروب، كما قال مصدر حكومي. غير أن إسرائيل لم تعلن حتى الساعة عن تشكيل لجنة تحقيق إنفاذا لمطلب الأممالمتحدة في هذا المجال. واتهم تقرير غولدستون مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب خلال عملية الرصاص المصبوب التي شنتها على غزة من 27 ديسمبر 2008 إلى 18 جانفي 2009 وأسفرت عن مقتل نحو 1400 فلسطيني و 13 إسرائيليا.