لا تزال شعبة المحاصيل الكبرى لإنتاج الحبوب بولاية بومرداس بعيدة عن التطلعات والتحديات المستقبلية الهادفة إلى توسيع هذا النوع من النشاط الاستراتيجي الذي تسعى إليه الجزائر للتحرر التدريجي من التبعية لقطاع المحروقات، حيث تهيمن شعبة إنتاج عنب المائدة على المساحة الفلاحية الصالحة للزراعة بالولاية، وتقدم نسبة أزيد من 40 بالمائة من الإنتاج الوطني، فيما تنحصر مساحة زراعة الحبوب على 6705 هكتار من أجمالي 98 ألف هكتار مساحة صالحة للزراعة. في تعليقه على الموضوع برّر الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين حسان ملاوي في حديث مع «الشعب» هذه الوضعية «أن بومرداس لها طابع فلاحي خاص كون أغلب الأنشطة الفلاحية ترتكز على أشجار الكروم وباقي الفواكه الأخرى، إضافة إلى الخضروات التي يتم إنتاجها في مساحات صغيرة عبر عدد من البلديات الغربية والشرقية وكذا إنتاج اللحوم البيضاء والحمراء، في حين تنحصر زراعة الحبوب من قمح وشعير في مناطق محدودة ظلت محافظة على هذا التقليد كزموري، يسر وعدد من المناطق الجبلية الأخرى، ولا يتعدى الإنتاج 40 قنطارا في الهكتار الواحد. وعن الإمكانيات المخصّصة لتطوير الشعبة وتشجيع الفلاحين والمستثمرين للاهتمام بهذا النوع من النشاط، كشف ذات المتحدث «أن السلطات المحلية بالتنسيق مع المصالح الفلاحية تعمل على توفير الدعم الكافي لإعادة النهوض بهذه الشعبة مجددا في إطار سياسة الدعم الفلاحي الذي باشرته الدولة عن طريق القرض الرفيق وتوفير وسائل العمل والحصاد والدرس»، لكن كل هذا الإجراءات تبقى في الواقع الميداني مجرد أمنيات بالنسبة للوضعية الحقيقية لشعبة المحاصيل الكبرى التي لا تزال تعاني ولم يعط لها الاهتمام الكافي والأولوية في هذا القطاع الاستراتيجي، والدليل في ذلك أنها مصنفة في المراتب الأخيرة في الإنتاج الفلاحي بولاية بومرداس والمرتبة ال 35 وطنيا. يذكر أن نظام الزرع للفروع الفلاحية لمختلف الشعب داخل هذه المساحة يشمل 6705 هكتار مخصصة للحبوب، 13100 هكتار للأعلاف منها 3973 للأعلاف الخضراء، 26925 هكتار للخضروات منها 3812 لإنتاج البطاطا، 280 هكتار للزراعة الصناعية، 9597 هكتار للكروم و23725 هكتار للأشجار المثمرة منها 7455 هكتار لأشجار الزيتون، كما تملك موارد مائية هامة أغلبها مياه جوفية لم تستغل بعد منها 1298 بئر، 14 موردا أساسيا و326 حفرة مائية مخصصة للسقي، وعدة شبكات أخرى موجهة لعملية السقي بالتقطير على مساحة 4880 هكتار، الرش المحوري ب 5622 هكتار و134 حوض أي ما يعادل 93، 3 هكتومتر مكعب.