إنقاذ 5 آلاف قاصر لاجئ دون مرافق و 4 آلاف امرأة استغلوا في التسول أكدت سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أن اللاجئين الأفارقة ما زالوا يتوافدون على الجزائر دون إعطاء رقم محدد، رغم ترحيل البعض منهم على غرار النيجريين بطلب من بلدهم، مرجعة هذا التوافد إلى درجة الحرارة المرتفعة في الجنوب واستمرار الأوضاع الصعبة في بلدانهم ولكن تبقى أبواب بلادنا مفتوحة أمامهم التزاما منها بمبادئها الإنسانية. قالت بن حبيلس ضيفة جريدة «الشعب»، إن الأمر يتطلب استراتيجية وطنية لتنظيم التكفل بهم، مؤكدة أن الحكومة ستنكب على هذا الملف باتخاذها القرارات المناسبة، لأن صعوبة الأمر تكمن في كيفية التوفيق بين الحفاظ على كرامة اللاجئين وسلامة وأمن المواطنين، ولهذا يبقى الأمر الأهم لحد الساعة يكمن في عدم وجود حالات عنف، وباقي الأمور سيتم التعامل معها بكل إنسانية ومرونة للتخفيف عن اللاجئ الذي ترك كل شيء وراءه. أوضحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أن الدولة الجزائرية والهيئة التي تديرها يسهران على تقديم المساعدات اللازمة الصحية والغذائية، وحتى الإطعام خلال الشهر الفضيل عبر تسخير وسائل نقل وإصرار من الأعوان المتطوعين لضمان سهولة تنقلهم إلى مطاعم الرحمة والاستفادة من وجبات ساخنة مضمونة. هاجس الطرد وراء ترحال الأفارقة وعدم استقرارهم أشارت بن حبيلس إلى أن الأفارقة معروفون بالترحال ما يعرقل عملية التكفل الأمثل بهم، غير أن ذلك لم يمنعها من التأكيد أن الجزائر حريصة على ضمان الضروريات لهم بمختلف الولايات عبر كل مكاتب الهلال الأحمر، مرجعة سبب عدم استقرارهم إلى اعتقادهم السائد وتخوفهم من الطرد، إذ لحد الساعة يتساءلون كيف يتواجدون بالجزائر بطريقة غير شرعية ولم يطردوا بل وتركوا على راحتهم بشكل يضمن عدم المساس بكرامتهم. وأمام هذا الوضع قالت بن حبيلس إن الهلال أحمر لا يمكنه الالتزام أو إعطاء وعود ببناء مراكز إيواء أخرى بل يحرص على الاستمرار في تقديم المساعدات اللازمة، مشيرة إلى أنهم لو لم يكونوا في ظروف جيدة لسعوا بأنفسهم إلى الرحيل من الجزائر، وبما أنهم مازالوا هنا فإن ذلك دليل قاطع على أنهم مرتاحون، خاصة وأن هناك تعليمات بتقديم خدمات مجانية لصالحهم لا سيما الرعاية الصحية المجانية. 37 بالمائة من الخدمات الصحية بتمنراست وجهت للاجئين الأفارقة في هذا السياق أشارت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أن مستشفى تمنراست لوحده وبناء على تقرير لسنة 2016 بين أن37 بالمائة من الخدمات الصحية وجهت للاجئين الأفارقة، خاصة وأنها معروفة بأنها الولاية التي تحتوي على 14 جنسية، موضحة أيضا أن الأمراض الصعبة التي عجز المستشفى عن علاجها يتم نقل المريض عن طريق الطائرة إلى مستشفيات العاصمة حتى ولو كان المرض خطيرا ويتمثل في السيدا. من جهة أخرى، أعطت بن حبيلس مثالا آخر عمّا قام به الهلال الأحمر في التكفل بالأفارقة على غرار ما تم في فصل الشتاء الفائت وتحديدا بولاية سطيف عندما تم البحث عنهم ووجدوهم متخفين في غابة مدينة العلمة، وتم تحويل مكتب الهلال إلى ملجأ لإيوائهم واستقبالهم وحمايتهم من البرد القارس المعروفة به المنطقة وتوفير لهم كل الإمكانيات اللازمة من وجبات ساخنة وتدفئة ورعاية صحية. وبخصوص ظاهرة التسول أوضحت بن حبيلس أن السلطات العمومية تغض الطرف عن تسول اللاجئين بمن في ذلك الأفارقة، ولا تتدخل إلا في حالة تسجيل استغلال للأطفال خاصة وأنه تم في وقت سابق تسجيل 5 آلاف قاصر لاجئ دون مرافق كانوا يستغلون في التسول من طرف شبكات إجرامية إلى جانب 4 آلاف امرأة وبفضل الجهات الأمنية تم إنقاذهم وتم اتخاذ قرارات استعجالية بترحيلهم إلى وطنهم، إلى جانب تسجيل 1860 نيجري ما بين 2014-2017 رحلوا أيضا.