في مثل هذا الوقت من العام تكون أضواء الزينة وحركة السياح والسيارات في باب الخليل على اشدها، الا أنه في هذا العام انقلبت احوال هذا الباب الشهير بباب يافا أيضا بسبب اعمال الحفر التي تقوم بها شركة تطوير القدسالشرقية، بدعوى تطوير البنى التحتية في المنطقة. فقد اختفت معالم الساحة (ساحة عمر بن الخطاب )والطريق تقود الى حي الأرمن ولا رجعة الى طريق بيت لحم القدس، والأهم من ذلك السواتر التي تغطي واجهات المحلات التجارية، فلا حركة سياح ولا سيارات أو حافلات تقل الركاب. اصحاب التكسيات وللحديث عن ما يعانيه التجار واصحاب المصالح بعد بدء اعمال الحفر قبل اسبوعين قال حسين قرش مدير مكتب تكسيات قلعة داود '':منذ عشرات السنين ونحن نوقف خمس سيارات تابعة للمكتب داخل باب الخليل لكننا فوجئنا منذ منتصف الشهر الجاري بمنعنا من ذلك بحجة اعمال الحفر التي تجري على قدم وساق بالمنطقة، وبعد محاولات وجهود من قبل المحامي وافقت الشرطة بالسماح بايقاف سيارة اجرة واحدة فقط على مدخل الباب.'' وأستهجن قرش القرار، مؤكدا ان ذلك يضر بشكل كبير بعمله، موضحا '':ذلك بدا واضحا خلال الايام الماضية فقد انخفضت نسبة العمل الى ,80 لاننا نضطر لانزال المواطنين والسائحين في نقطة بعيدة مما يضطرهم للمشي مسافات طويلة.'' من جهته قال نائبه عمر سعيده ان منطقة باب الخليل هي منطقة سياحية كما تعتبر مدخلا للبلدة القديمة، وعلينا تقديم الخدمة التاكسي للمرضى والسياح وايصالهم الى المكان المراد لكن الحفريات تحول دون ذلك، مضيفا '':المكتب لديه 25 سيارة اجرة تعيل 25 عائلة والحفريات ستستمر لمدة 18 شهرا. أصحاب العربات أما بالنسبة لأصحاب العربات في المنطقة فالامر مماثل، حيث أن 15 عتالا وعربة تم اخراجهم من موقفهم وانزالهم مسافة بعيدة، حيث اكد احدهم الذي فضل عدم ذكر اسمه'':-ان الشغل خف بنسبة ملحوظة''، لانهم اضطروا على رفع الاجرة بسبب المسافة التي يقطعونها اصبحت اكبر فالمواطنون عزفوا عن خدمتهم..وقال '':لذلك احيانا نضطر للعمل باجرة قليلة جدا.'''' كما أن بائع كعك معروف يجلس في المنطقة منذ ثلاثين عاما ولديه مكانه المعروف وزبائنه من اهالي البلد والسياح اضطر هو الاخر لتغيير مكان البيع. محلات السنتوارية صاحب محل للسياح ''سنتواري'' قال من ناحيته '':ذبحونا الشغل خف بنسبة كبيرة، ففي هذا الوقت بالعادة يكون أفضل ايام العمل لكننا اليوم نجلس طوال النهار ولا يدخل الا القليل من السياح للشراء، وفي المقابل الارنونا والضرائب كما هو...اتذكر قيام اسرائيل في الثمانيات بتطوير البنية التحتية.'' واشار تاجر اخر الى قيام ادلاء السياح اليهود بتسويق افكار سلبية عن التجار المقدسيين للوفود السياح حيث يمتنع السائح من الشراء ويقوم بالتالي اخذ احتياجاته من الاسواق الاسرائيلية، بحيث يضاف عامل آخر. التاجر ناصر سعيده صاحب عدة محلات قال '':لقد تغير سير السياح بسبب الحفريات واصبحت نسبة البيع قليلة، كذلك من الصعب علينا احضار بضائعنا لعدم وجود ساحة لانزال البضائع''، واضاف '':لقد اصبح باب الخليل ممرا لليهود لحارة الشرف فقط فلا سياح ولا مواطنين.'' لجنة لمواجهة مشروع الحفريات للبنية التحتية في البلدة القديمة ولمواجهة مشروع الحفريات للبنية التحتية في البلدة القديمة، فقد تشكلت مؤخرا لجنة مكونة من عشرة تجار مقدسيين، مؤكدين على رفضهم القاطع لهذه الحفريات التي تجريها بلدية القدس في باب الخليل والمنوي إقامتها عند باب العمود، مشددين على أنها سوف تعرقل أعمال التجارة في البلدة القديمة وتؤثر على الحركة الشرائية وتشلها، وتؤدي إلى تصدع البنايات القديمة للأسواق والشوارع وكافة أنحاء البلدة. ونوه التجار إلى أن هناك هدف خفي من وراء هذه الحفريات وهو تفريغ البلدة القديمة من أهلها الذين يقطنون فيها منذ عشرات السنين. وأوضح التجار أن اللجنة التي تم تشكيلها تعتبر المرجعية الوحيدة لتجار القدس فيما يتعلق بالحفريات. ويأتي هذا الاجتماع بعد عدة أيام من إبلاغ أحد موظفي بلدية القدس لأحد كبار التجار، عن مشروع الحفريات الذي تنوي بلدية القدس إقامته إمتدادا من باب العمود حتى ساحة البراق، بدعوى أنها تريد تجديد انابيب مياه المجاري. تحذير وقد حذر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية من مخطط لبلدية الاحتلال في القدس قالت انه يستهدف إقامة بنية تحتية جديدة للبلدة القديمة من القدس، من المقرر أن يستغرق العمل بها أكثر من عامين. وأشار المركز إلى تلقيه إفادات من تجار في البلدة القديمة خاصة في المنطقة الممتدة من باب العمود وحتى نهاية شارع ألواد تفيد بان البلدية أخطرتهم بمشروعها هذا وطلبت من العديد من التجار إغلاق محلاتهم لفترات طويلة تمتد إلى عدة أشهر حال البدء في تنفيذ هذا المشروع. وعبر المركز عن استغرابه من توقيت الإعلان عن هذا المشروع، علما بان بلدية الاحتلال كانت نفذت في أواسط الثمانينيات مشروعا لتحديث البنية التحتية داخل أسوار البلدة القديمة شمل معظم شوارعها وإحيائها، وتسبب تنفيذه في تلك الفترة بأضرار كبيرة لحقت بالتجار المقدسيين الذين اضطروا إلى إغلاق محلاتهم طيلة فترة تنفيذه. ونبه مركز القدس إلى إن المشروع الجديد لا يرتبط بتحديث البنية التحتية للمواطنين القاطنين في داخل المدينة المقدسة بقدر ارتباطه بشبكة معقدة من الأنفاق حفرتها سلطات الاحتلال في السنوات القليلة الماضية ولا تزال تحفرها في مناطق متفرقة من البلدة القديمة، وخارجها وتحديدا في منطقة باب الخليل حيث تتسارع هناك عمليات حفر تتكتم عليها سلطات الاحتلال، وان كان الحديث يدور عن مجموعة من الأنفاق تصل مركز القدسالغربية بحائط البراق، وبالحي اليهودي مرورا بحي الأرمن. وكانت معلومات وصلت إلى المركز أفادت بان أضرارا لحقت بشبكة الأنفاق التي حفرت داخل البلدة القديمة بسبب تدفق المياه إلى داخلها، إضافة إلى اعتزام السلطات الإسرائيلية تطوير وتحديث شبكة المراقبة الأمنية داخل أسوار المدينة المقدسة، تقف وراء تنفيذ هذا المشروع، حيث تعتزم تلك السلطات تدعيم بنية الأنفاق، والحد من تدفق المياه إلى داخلها ما قد يتسبب عنه انهيارات في المباني والعقارات التي تمر من أسفلها، إضافة إلى اعتزام الشرطة نصب أكثر من 150 كاميرا مراقبة جديدة لتضاف إلى نحو 500 كاميرا منصوبة حاليا في كافة أزقة وشوارع البلدة القديمة وحتى داخل شبكة الأنفاق، وفي محيط المسجد الأقصى وعلى أسواره خاصة الجدارين الغربي والجنوبي. وأوضح أن أعمال البنية التحتية الجديدة ستتركز على امتداد المنطقة الممتدة من شارع الواد وحتى مدخل باحة البراق عند نهاية الشارع المذكور ما سيتسبب بأضرار لأصحاب المحلات التجارية، إلا أن جزءا رئيسيا من المشروع يخدم أيضا البؤر الاستيطانية السبعين المنتشرة داخل أسوار المدينة المقدسة، فيما جزء آخر من المشروع يتصل بمخطط لبناء حي استيطاني يهودي جديد في منطقة برج اللقلق شمال المسجد الأقصى، علما بان المرحلة الأولى من مشروع البنية التحتية الخاص بالحي الاستيطاني هذا كانت نفذت قبل عدة سنوات. واعتبر مركز القدس المشروع الجديد الذي ستنفذه البلدية واحد من سلسلة مشاريع تستهدف تهويد البلدة القديمة برمتها، وممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية على المقدسيين، وبالتالي دفع المزيد منهم للرحيل والتهجير القسري، بالالتقاء مع الضغوط التي تمارس بحقهم من هدم للمنازل، والاستيلاء على العقارات، وسحب الإقامة من آلاف الأسر، والسطو المنظم على الآثار العربية والإسلامية، وطمس معالم الآثار الأخرى، ومضاعفة العمل بسياسة الإبعاد القهري عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وهي سياسة طالت مواطنين ورموزا دينية وسياسية من القدس ومن داخل الخط الأخض