ماذا نقول اليوم عن الراحل قاسم دراجي لاأتذكره إلا والبسمة لاتفارق محياه حتى وهو في قمة الغضب أمام زملائه يرفض أن يكون عرضة لقول أي شيء يتوارد على ذهنه إنه شخصية قوية جدا لا يتكلم كثيرا يتفادى الثرثرة والحديث البيزنطي وقد ورث هذه النفسية عن انتمائه للجزائر العميقة وتجاربه العديدة في الحياة. لا يريد الظهور كثيرا وكان يعتبر أن قلمه الوحيد الذي يفرضه في خضم منافسة إعلامية شديدة لزملاء كانوا بمثابة مرجعية ورموز في الكتابة بشير حمادي، مصطفى هميسي، عبد الحميد عبدوس، عبد الرزاق دكار، بوعلام رمضاني، بوطيبة، سعد بوعقبة، مسعود مروش، عبد العزيز لعيون،عبد الرحمان شويعل، عبد الرحماني، محمد عباس، صادق بخوش وسعايدية وقرايت السعيد عبد الجليل جلالي. قاسم كان ضمن هذه الكوكبة عندما يجلس على مقعده لايتحرك منه إلى غاية انتهاء العمل يأتي مبكرا إلى شغله غير أن عمله كان متقنا إلى درجة المهنية العالية المقالات التي تمر عليه لا يعبث بها أو يضع عليها ملاحظات وإنما يطالب صاحبها بإعادة قراءتها وهي منشورة في ذلك العدد ومن طبع أخلاقه لا يحرج الناس بخصوص ماكتبوه. أشرف على القسم الدولي في نفس الوقت كانت له إسهامات في الصفحات الأخرى وهو الذي حرر ذلك العمود الذي أصبح مرجعا في عنوانه «جبهة التحرير أعطيناك عهدا» في وقت كان البعض يطالب بإيداعها المتحف كما قام باستطلاع ثري حول صمود الباتريوت في نواحي تازمالت حيث كان يتواجد ميرة، هذه عينات من مهنة المتاعب، التي أدت بهذا الرجل إلى مغادرة القطاع العمومي باتجاه جريدة « السلام» وبعد حلها عاد ثانية إلى جريدة «الشعب» لتحتضنه ثانية ونحن في باستور خلال فترة عز الدين بوكردوس وقرر ثانية الابتعاد عن هذا العالم والذهاب إلى الإدارة كمدير لدار الثقافة في الجنوب. وللتاريخ فإنه قبل أن يستلم مهامه الجديدة خصه عز الدين بحفل تكريمي بهيج عجز عن الحديث وعيناه مغرورقتان بالدموع وهكذا انقطعت أخباره عنا ماعدا زيارات خاطفة او كنا نلتقيه في ولاية من الولايات عندما كنا نغطي زيارات رئيس الجمهورية. ليضاف إلى قائمة الزملاء الذين غادروا هذا العالم حمادي، روباش، خوازم، شلبي، كمال عياش، غضبان، عبد القادر طالبي وغيرهم الذين خرجوا إلى التقاعد ولم يظهر لهم أثر إنها لحظة مؤثرة وحاسمة في حياة الانسان شريط أمامنا شعاره «لقد مروا من هنا».