تدعم جهاز الدرك الوطني، أمس، ب 1600 دركي سيوجهون للعمل بمختلف الوحدات الإقليمية للدرك الوطني على مستوى 48 ولاية، مما سيرفع من أهبة مختلف التشكيلات والوحدات المنتشرة عبر كامل التراب الوطني، في ظل بروز تهديدات غير تقليدية وكذا التغيرات المتسارعة التي تشهدها الساحة الدولية في الوقت الراهن، كما ستشكل سدا منيعا لتأمين موسم الاصطياف والدخول المدرسي المقبل. أشرف اللواء مناد نوبة قائد سلاح الدرك، بحضور عدد من الإطارات العسكرية والمدنية أمس بالمدرسة العليا للدرك الوطني بسيدي بلعباس على تخرج 3 دفعات لضباط الدرك الوطني، الدفعة 57 لضباط الصف المتخرجين التي تضم 1365 عون الشرطة القضائية من بينهم 3 أجانب وافدين من دولة فلسطين، و60 دركيا تخصص ميكانيك العربات، ودفعة الأهلية العسكرية المهنية درجة 1 عتاد، وتضم 30 رتيبا. وقد تلقت الدفعة المتخرجة تكوينا لمدة سنتين شمل في مرحلته الأولى تكوينا عسكريا قاعديا بمدرستي التكوين للدرك الوطني بمدراوش ومليانة، أما المرحلة الثانية فقد تلقى فيها المتخرجون التكوين التخصصي القانوني. وتوجت هذه المرحلة بأداء اليمين القانونية، مما يؤهل الدركي للحصول على صفة عون شرطة قضائية والعمل في مجال التحريات الجنائية والمساهمة في التحقيقات وفي الميدان القضائي بصفة دركي محقق، حيث أن هذه الفترة التكوينية تدعمت بتعلم مختلف المواد القانونية تقنيات الشرطة العلمية والتقنية، اللغات الأجنبية وتقنيات الإعلام والاتصال وهذا لضمان مواكبة الدركي للتطورات التكنولوجية والميدانية. أما بالنسبة لدفعات التخصص ميكانيك العربات، فيهدف التكوين الذي تلقته إلى إكتساب المعارف النظرية والتطبيقية لممارسة نشاطات الصيانة الميكانكية على مستوى وحدات الدرك الوطني. وبالمناسبة أوضح قائد المدرسة، العقيد محمد حميتي في كلمته أنه «أمام بروز تهديدات غير تقليدية وفي ظل التغيرات المتسارعة فإن مؤسسة الدرك الوطني عززت من إمكانياتها لتطوير منظومتها التكوينية لمواكبة هذه التحولات ومتطلبات التنمية الشاملة والمستدامة وتطلعات المواطنين في المجال الأمني مثلما هو مجسد على مستوى مدرسة الدرك الوطني سيدي بلعباس». وأردف العقيد حميتي « بعد الأشواط الهامة التي قطعتها المدرسة بغرض تأهيل مورد بشري حائز على كل العوامل الممارسة المهنية، بكل كفاءة وإحترافية يكون قادرا وفعالا في مواجهة التحديات الأمنية المتعلقة في الدفاع الوطني والحد من كافة أشكال الإجرام وذلك طبقا لتعليمات القيادة». وفي هذا الإطار أكد ذات المسؤول الأمني، أنه «تم اعتماد تعديلات جديدة في مسار التكوين التخصصي لضباط الصف على مستوى هاته المدرسة، مما يجعلها ترقى إلى المستوى المأمول في الإضطلاع بالمسؤوليات والمهام المستقبلية للمتربصين». وأضاف العقيد حميتي أن هذه الأخيرة لم تكتف بمواكبة متطلبات التكوين العصري المكيف مع الاحتياجات المتعددة وظيفيا ومهنيا فقط، بل سعت إلى أن تكون تربة خصبة للعسكريين بمختلف مستوياتهم وفئاتهم، مؤكدا على أن هذه الدفعة المتخرجة التي تضم 1600 دركي التي ستوجه للعمل بمختلف الوحدات الإقليمية للدرك الوطني على مستوى 48 ولاية، تلقت لمدة سنتين تكوينا عسكريا نظريا وتطبيقيا شمل معارف وتقنيات تؤهل الدركي لأداء مهامه على أكمل وجه وسيتم توجيههم لممارسة عمل الشرطة القضائية لتدعيم مختلف وحدات الدرك المنتشرة عبر التراب الوطني، لاسيما سرايا وفرق أمن الطرق. وخلال مراسم الحفل تابع قائد الدرك الوطني، إستعراضات رياضية وقتالية من طرف الدركيين المتخرجين، ليقوم رفقة الضيوف بزيارة عدة ورشات بمختلف المجمعات البيداغوجية للمدرسة، أين اطلع على المناهج والأساليب المستخدمة في مجال التكوين، ليحث على حتمية المواكبة المستمرة لأحدث التقنيات والتكنولوجيات قصد بلوغ أعلى درجات الاحترافية. في الختام قام اللواء نوبة بتكريم عائلة الشهيد الذي سميت على اسمه الدفعة 57 وهو بودية محمد المدعو «نورالدين» المولود بتاريخ 19 أفريل 1924 بغليزان، حيث التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1956 واستمر في نشاطه الثوري إلى غاية سقوطه شهيدا في ميدان الشرف في ماي 1959.