وجه السيد سيف الإسلام قذافي رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية رسالة احتجاج إلى السيدة انجيلا ميوكل مستشارة ألمانية الإتحادية هذا نصها : لقد اطلعنا باستغراب شديد على التقارير التي حملت أخبارا تقول أن حكومة ألمانيا سوف تقوم بدعم دولة إسرائيل وذلك بتقديم »هدايا« تتمثل في غواصة حديثة وزورقي صواريخ تضاف إلى عدد الخمسة غواصات التي تم تزويدها بها سابقا والتي دفع ثمنها دافعي الضرائب الألمان. وحيث إنني لست معترضا أو محتجا على قرار الحكومة الألمانية، فذلك شأنها الداخلي، ولكن ما أود قوله هو التنبيه على بعض النقاط والملاحظات لكي تكون واضحة للحكومة الألمانية وشعبها والرأي العام الدولي. إن الشعب الألماني عانى من الديكتاتورية والقمع والإرهاب سواء في العهد النازي أو أثناء الحكم الشيوعي الذي تعرفه السيدة أنجيلا ميركل تمام المعرفة، لا أعتقد أنه يوافق على أن تذهب أموال دافعي الضرائب لشراء أسلحة هجومية غير دفاعية وغواصات سوف تركب عليها حسب ما أفادت التقارير صواريخ بعيدة المدى قد تحمل برؤوس نووية. لا أعتقد أن ما يسعى إليه دافعي الضرائب الألمان هو تحسين القدرة الهجومية لأكبر دولة منتهكة لحقوق الإنسان في العالم. ومن دواعي السخرية أن البرلمان الألماني الذي كان قد عقد جلسة خاصة للتحقيق في موضوع تدريب عناصر من الشرطة الألمانية لعناصر من الشرطة الليبية، حينها قامت الدنيا ولم تقعد احتجاجا على قيام الشرطة الألمانية بتدريب عناصر من دولة يتم فيها انتهاك حقوق الإنسان، على الرغم من أن سجل ليبيا في مجال حقوق الإنسان هو الأفضل في الشرق الأوسط بعد تحقيق كثير من الإصلاحات، لم نرى هذا البرلمان ولا حتى الصحافة الألمانية يحتجان على هذه الهدايا القاتلة التي تبرعت بها الحكومة الألمانية إلى إسرائيل أكبر منتهك لحقوق الإنسان في العالم، حيث قامت منذ ثلاث عشر شهرا بحرب على غزة أدت إلى قتل أكثر من (2500) ألفين وخمسمائة مواطن فلسطيني منهم حوالي (257) مائتين وسبعة وخمسين طفلا و(56) ستة وخمسين امرأة وجرح عدد (1080) ألف وثمانين طفلا (452) وأربعمائة واثنان وخمسين امرأة. وقبل ذلك قامت بحرب على لبنان عام 2006 وقتلت (1100) ألف ومائة مدني منهم (400) أربعمائة طفل، حيث قامت في تلك الحرب باستهداف وضرب المستشفيات والمدارس، والتي قدرتها المنظمات الدولية بحوالي (50) مدرسة دمرت تدميرا كاملا وحوالي (400) أربعماة مدرسة أصيبت بأضرار مختلفة. وذلك في انتهاك فج وصارخ للقانون الدولي، كما أن إسرائيل قد قامت خلال تاريخها بشن ثلاثة حروب على مصر والأردن ولبنان، وهي الدولة التي يوقع فيها رئيس الوزراء على اغتيال الآخرين من غير مواطنيهم. وهي الدولة التي قامت ولا زالت تقوم بانتهاك سيادة بلدان أخرى ذات سيادة، وذلك بقصف أراضيها واغتيال مواطنيها، وهي التي أشرفت على مجازر صبرا وشاتيلا ودير البلح وياسين وغيرها. كل هذا جعل من إسرائيل في نظر العالم أكبر دولة منتهكة لحقوق الإنسان في العالم. إن هذه الأموال التي مولت بها الصفقة والتي قدرتها التقارير بأكثر من مليار يورو صرف لبناء وتقوية القدرات الهجومية الإسرائيلية، كان من الأفضل أخلاقيا وإنسانيا وسياسيا لو صرف على مساعدة عدد (1,5) مليون ونصف نسمة هم سكان غزة التي تحولت إلى »أكبر سجن في العالم« حيث يموت العشرات بسبب الحصار والإهمال الطبي والمرض والجوع والفقر. إن السلام والتعايش في الشرق الأوسط لا يتم عبر التزويد بالغواصات الحاملة للصواريخ ولا عبر المدمرات البحرية، بل عبر العدل والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه. وفي الختام.. إنكم تلتفتون اليوم إلى إسرائيل للتكفير عن أخطاء الماضي.. فإنني أؤكد لكم إنكم يوما ما سوف تلتفتون إلينا للتكفير عن أخطاء اليوم.. وكل العام وأنت بخير سيف الإسلام القذافي