يلتقي المنتخب الوطني مرة أخرى مع نظيره المصري في مباراة مصيرية عشية اليوم (س 30,20) بمدينة بانغيلا الأنغولية بمناسبة الدور نصف النهائي لكأس افريقيا للأمم ,2010 بعدما أكد عودته الى الصف الأول افريقيا بفضل التأهل الى المونديال وحجز مكان في المربع الذهبي لأكبر تجمع قاري، عندما أزاح الفيلة من طريقه وعلى طريقة الكبار، وبشهادة كل المتتبعين عبر العالم. والكل اليوم ينتظر ملحمة أخرى لزملاء زياني للذهاب الى النهائي، بعد أن أصبحت الأبواب مفتوحة على مصراعيها من الناحية الفنية وقدرات أشبال سعدان في لعب النهائى الثالث لهم في الدورات الافريقية، بعد عامي 1980 و .1990 وشاءت الصدف أن يلتقي الفريق الجزائري بنظيره المصري في حوار يختلف كل الاختلاف عن الموعدين الأخيرين لاقصائيات كأس العالم. الجانب المعنوي: الكفة لصالح الخضر وعن معطيات لقاء اليوم، فإن كفة الجانب المعنوي يعود الى الفريق الجزائري الذي يدخل بأسبقية لا يستهان بها، وهي أنه قطع طريق المونديال على منافسه في نوفمبر الماضي في محطة أم درمان، التي أكدت أحقية الخضر في الذهاب الى المونديال. هذه المقابلة ستكون فعلا في ذهن كل لاعب، سواء من الجانب الجزائري أو المصري، وكل واحد كيف تسير عنده الأمور، وما يهمنا أكثر الفريق الوطني الذي سيلعب تقريبا بنفس التشكيلة التي لعبت المقابلة المذكورة، الأمر الذي يعطي لهم عزيمة أخرى لضمان نتيجة مؤهلة الى الدور النهائى المقرر يوم الأحد القادم بمدينة لواندا. فكل المؤشرات تدل على أن الفريق الجزائري يسير رويدا رويدا نحو رفع الكأس القارية، وخير دليل على ذلك، فإن البداية كانت محتشمة، لينهض »الخضر« بعد ذلك ويقدمون الوجه الحقيقي لهم والذي ظهر بشكل واضح أمام كوت ديفوار التي اندهشت لما حصل لها وكل العالم اكتشف فنيات لاعبينا وتكتيك سعدان. وعلى ذكر الاستراتيجية فإن المقولة المشهورة، ستنطبق على التشكيلة الحالية، وهي لا نغير الفريق الذي يفوز، الأمر الذي يعني أن سعدان سيجدد الثقة في نفس اللاعبين، فالدفاع سيكون مسطحا بوجود كل من حليش وبوقرة وبلحاج وعنتر يحي، هذا الأخير الذي قدم مردودا محترما وسيكون أفضل في لقاء اليوم ومدعم معنويا أكثر، كونه هو الذي سجل هدف بأم درمان وعاد الى المنافسة في الوقت المناسب. وتكمن قوة الفريق الجزائري وباعتراف دروغبا في تمركز لاعبي الدفاع وعدم تركهم لأية مساحة مما يعني أن كل شيء على ما يرام في هذه المنطقة، التي تعول كذلك على عنصرين في الوسط، لهما نزعة دفاعية وهما يبدة ومنصوري، اللذان سيكون دورهما كبيرا اليوم للحد من نشاط المهاجمين المصريين، لاسيما التحركات الكبيرة من اللاعب متعب. كما أن الهجوم المصري كثيرا ما أتى بأهداف بعد محاولات على الجناحين مما يعطي فكرة واضحة على أن سعدان سيلعب بخطة كلاسيكية لصد الهجمات. كما أن خط الوسط سيدعم بالفنانين مقني وزياني اللذان عبثا بالفيلة وقد يعاودان نفس الحكاية اليوم أمام الفراعنة، وإهداء كرات للثنائي مطمور وغزال. فالاعتماد على رأس حربة بلاعبين يزيد في قوة الهجوم، ويعطي دفعا اخر لقوته، فاللاعب مطمور الذي اختير أحسن لاعب في المباراة الماضية، ينتظر منه تأكيد هذه الخرجة، رفقة غزال بصلابته وامكانياته بالكرة وبدون كرة. هذه الاستراتيجية تقلل من اعتماد المصريين على عدد كبير من اللاعبين في حالة الهجوم، كون مطمور وغزال قد يجدا مساحات كبيرة لاستغلالها ووضع الحارس عصام الحضري في خطر. تسيير ذكي للمقابلات والشيء الذي يعطي قوة أكثر لزملاء زياني هو الطريقة الذكية التي أصبح الفريق يسير بها مقابلاته، وهو دليل اخر على التطور التدريجي لأداء الخضر، فبعد أن تلقوا هدفا مباغتا أمام كوت ديفوار عادوا ونظموا الصفوف بشكل دفع المنافس الى الوراء، وهذه نقطة تحسب كإضافة نوعية للفريق الجزائري، الذي من المنتظر أن يبدع من جديد ويعاود ما شاهدناه في المقابلات الأخيرة والمشوار الذهبي في تصفيات المونديال ومقابلات كأس افريقيا لحد الآن. فالتحضير كان موفقا من ناحية استرجاع اللياقة، والتي أعطت ثمارها حاليا، ورؤية سعدان في ذلك كانت صائبة بنسبة كبيرة، جعلت الجمهور الجزائري يحلم بالفوز في كل مقابلة ولم لا الفوز بالكأس القارية؟ ، والدليل على ذلك الملايين من الأنصار الذين أصبح الحديث عن الفريق الجزائري في المقدمة منذ عدة أيام وطوال فترة كأس افريقيا للأمم، وقد تتواصل لأشهر عديدة كون المستوى ارتفع وحتى موعد المونديال يدخله »الخضر« في ثوب الفريق القوي، بعد الوجه المشرق الذي رأيناه لحد الآن في كأس افريقيا. » عاودها يا سعدان « وللوصول الى النهائى فإن الطريق المؤدي وضع عقبة واحدة فقط وهي الفريق المصري حامل اللقبين الأخيرين لكأس افريقيا، والذي وصل الى هذا الدور بعدما قدم مردودا أقل بكثير مقارنة بما رأيناه عند »الخضر« خاصة في ربع النهائى.. والشيئ الذي يميز هذا الفريق هو بقاءه في موقعه لأغلب فترات المقابلات التي أجراها، لكنه يستغل كل خطأ عند المنافس بفضل لاعبين يمتازون بالسرعة، على غرار أحمد حسن ومتعب والمهدي على الجهة اليمنى، كما أن المدرب حسن شحاتة اعتمد على وجه جديد في كأس افريقيا بعد غياب عمرو زكي، وهو جدو الذي سجل في كل مرة دخل فيها أرضية الميدان، الأمر الذي يعني ضرورة رسم استراتيجية خاصة للحد من خطورة هذا اللاعب السريع، خاصة وأن المدرب المصري غير الكثير من الأشياء في الفريق، بعد انسحاب أبوتريكة. وتغير أداء الفريق الذي أصبح لا يهاجم بالحجم الذي رأيناه في المقابلات التأهيلية للفريق الذي سيجد أمامه المنتخب الجزائري الذي سيكون موقع قوة من كل النواحي، لاسيما البسيكولوجية، علما وأن الجمهور الجزائري سيكون حاضرا بقوة مقارنة بالمقابلات السابقة في أنغولا، والذي سيكون له دور لا يستهان به، وقد يكون الرجل رقم (12) لتدعيم زملاء زياني لتقديم المزيد. وكل التوقعات التي سمعناها من طرف الاختصاصيين الذين شاهدوا خرجات »الخضر« تصب في منحى أن الفريق الجزائري له كل مواصفات البطل القادم في كأس افريقيا والمهم الآن هو حجز تذكرة المرور الى النهائى.