قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه لم يتمكن حتى الآن من التأكد من التزام كل من إسرائيل والفلسطينيين بقرارات المنظمة المتعلقة بإجراء تحقيق مستقل يتمتع بالمصداقية حول الانتهاكات التي شهدتها حرب غزة الشتاء الماضي. وأوضح بان في تقرير رفعه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه لا يمكن تحديد ما إذا كان الجانبان طَبقا القرار رقم 1064 الذي أصدرته الجمعية العامة. وكانت الجمعية العامة للمنظمة الدولية قد أمهلت إسرائيل والفلسطينيين ثلاثة أشهر للبدء بتحقيقات ''ذات مصداقية'' حول ما تضمنه تقرير القاضي ريتشارد غولدستون من ارتكاب جرائم حرب خلال النزاع العسكري في قطاع غزة، وألزم القرار الأمين العام للمنظمة بتقديم تقرير إلى الجمعية العامة في الخامس من فيفري .2010 وقال لويس مورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية جوابا عن سؤال بشأن التحقيق في الشكوى الفلسطينية المقدمة بشأن جرائم الحرب في غزة، إنه ما زال ينظر في الموضوع من الناحية الإجرائية ليرى إن كانت لديه الصلاحية للادعاء في هذا الموضوع. وأضاف ''الجانب الفلسطيني يسعى في نظري إلى العدالة بتوجهه إلى المحكمة وهو يقول ليس بوسعه اللجوء إلى أي طريقة كانت أو الجرائم لحل المشكلة وهذا في حد ذاته مهم، سنرى ما يمكنني فعله لكن هذا ما أقوم به حاليا، علي التأكد من التحقيقات الجارية بخصوص هذا الملف''. أما بي جي كراولي الناطق باسم الخارجية الأمريكية فأعلن أن الولاياتالمتحدة لا تدعم رفع قضية جرائم الحرب في غزة إلى محكمة الجنايات الدولية، وأعلن ''لقد أوضحنا موقفنا بالقول إن مجلس حقوق الإنسان هو المكان الصحيح لحل المشاكل المطروحة في تقرير غولدستون، ونحن لا ندعم رفع التقرير إلى محكمة الجنايات الدولية''. يشار إلى أن بان تلقى تقريرا رسميا من الحكومة الإسرائيلية نفت فيه انتهاك قوانين الحرب محاولة الرد على اتهامات غولدستون، موضحة أن نظامها القضائي يتمتع بالاستقلال والحياد، ومؤكدة أن جيشها التزم بالقانون الدولي خلال عملية الرصاص المصبوب. ولم تعلن إسرائيل حتى الآن تشكيل لجنة تحقيق، في حين بعثت السلطة الفلسطينية تقريرا أوليا حول تصورها لكيفية إجراء التحقيق حول الحرب في غزة، فضلا عن إصدارها مرسوما يقضي بتشكيل لجنة تحقيق تتكون من خمسة قضاة وخبراء قانونيين. من جانبها، نفت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أن تكون ارتكبت جرائم حرب، مؤكدة أن الهجمات التي نفذها جناحها العسكري اقتصرت على الأهداف عسكرية فقط.