رفضت حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' أمس التعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية بشأن تقرير ''غولدستون'' القاضي بتشكيل لجنة تحقيق في جرائم الحرب خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة. وكانت السلطة الفلسطينية قدمت أول أمس تقريرا أوليا حول الطريقة التي ستعتمدها للتحقيق في جرائم الحرب المفترضة التي ارتكبت خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الشتاء الماضي، كما أعلن المندوب الفلسطيني في الأممالمتحدة رياض منصور. وقال عضو البرلمان الفلسطيني عن حركة حماس يحيى موسى إن حماس حضرت ردها في أكثر من 230 صفحة وسترسله إلى الأممالمتحدة، معتبرا أن السلطة الفلسطينة ''غير مؤهلة'' وأنها ''خذلت الشعب الفلسطيني وتخذله الآن عندما توجه الاتهامات جزافا لحركة حماس''، على حد قوله. وقال رياض منصور المندوب الدائم لفلسطين لدى الأممالمتحدة في وقت سابق أنه أودع لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة رسالة من رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووثائق تتضمن خصوصا ''مرسوما رئاسيا بإنشاء لجنة تحقيق'' مؤلفة من خمسة قضاة وخبراء قانونيين للنظر في الاتهامات الواردة في تقرير لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون حول وقوع جرائم حرب خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة.وأوضح منصور أن الوثائق التي سلمها للأمانة العامة تتضمن أيضا ''تقريرا أوليا'' لهذه اللجنة القضائية، رافضا إعطاء تفاصيل أخرى عن التقرير.وقال ''السلطة الفلسطينية التزمت بالمهلة التي أعطيت لها لتقديم ما هو مطلوب منها''، في إشارة إلى دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر الماضي كلا من إسرائيل وحماس إلى إجراء تحقيقات مستقلة في الاتهامات الواردة في تقرير غولدستون. وتلقت الأممالمتحدة أول أمس أيضا رد إسرائيل الرسمي على الاتهامات الواردة في تقرير غولدستون، وقد تضمن التقرير الإسرائيلي الواقع في 46 صفحة والذي نشرته الحكومة الإسرائيلية إشادة ب''استقلال'' القضاء الإسرائيلي و''حياده''، ونفي أن يكون ''الجيش الإسرائيلي قتل مدنيين عمدا''، كما أكد أن ''كل شيء جرى القيام به ليلتزم الجيش بالشرعة الدولية'' في حالات الحروب، كما قال مصدر حكومي. غير أن إسرائيل لم تعلن حتى الساعة عن تشكيل لجنة تحقيق إنفاذا لمطلب الأممالمتحدة في هذا المجال. واتهم تقرير غولدستون مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب خلال عملية ''الرصاص المصبوب'' التي شنتها على غزة من 27 ديسمبر 2008 إلى 18 جانفي 2009 وأسفرت عن مقتل نحو 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا.