تدخل حركة النهضة الانتخابات المحلية المقررة قبل انقضاء العام الجاري، تحت لواء تحالف النهضة والعدالة والبناء. تأتي هذه التجربة الثانية من نوعها بعدما خاضت تحت لوائه المعترك الانتخابي للتشريعيات التي جرت مطلع ماي الأخير، معتبرة التحالف بمثابة مشروع ينطلق من «رؤية استراتيجية واضحة». تعتزم التشكيلات السياسية الثلاث المنضوية تحت لواء الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، الذي رأى النور عشية الانتخابات التشريعية، خوض التجربة مجددا في الانتخابات المحلية، ما يؤكد أن الاتحاد ليس ظرفيا، وفق ما أكده قادة الأحزاب بمناسبة الإعلان عن ميلاده. وعلى الأرجح فإنهم راضون عن النتائج المحققة في الاستحقاقات الأخيرة. جاء تأكيد خوض الانتخابات في إطار تحالف يختار الناخبون خلاله من يمثلهم على مستوى المجلس المحلية المنتخبة البلدية والولائية، من قبل مجلس الشورى لحركة النهضة المجتمع نهاية الأسبوع، الذي دعا في بيان أصدره في ختام الأشغال، تلقت «الشعب» نسخة منه، «جميع المناضلين للاستعداد لخوض غمار الاستحقاقات المحلية القادمة، والنجاح فيها ضمن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء». بالنسبة لمجلس الشورى لحركة النهضة، التي أسسها الشيخ عبد الله جاب الله، قبل أن يؤسس حركة الإصلاح الوطني وفي وقت لاحق جبهة العدالة والتنمية التي يترأسها إلى غاية اليوم، فإن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء يعتبر مشروعا ينطلق من رؤية إستراتيجية واضحة. ولم تفوت أعلى هيئة بذات الحزب المناسبة، لتبدي ارتياحها للدعوة إلى حوار وطني بين الحكومة والأحزاب السياسية، مشددة على ضرورة توفير آليات وشروط نجاحه. في سياق آخر، أكد تثمينه لكل «خطوة تهدف إلى إعادة الاعتبار لمقومات الهوية الوطنية، ومنها تعميم استعمال اللغة العربية في الإدارة والمؤسسات». من جهة أخرى، جددت حركة النهضة دعمها المطلق للقضية الفلسطينية وللمقاومة، باعتبارها السبيل الأوحد لتحرير الأرض المقدسة. كما أدانت الانتهاكات المتكررة على الفلسطينيين، وخاصة إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين، داعية كافة الأحرار في العالم إلى الوقوف وقفة مساندة مع القضية، ودعت كافة الدول العربية لتغليب منطق العقل والحكمة وحل الخلافات بأسلوب الحوار، بما يحقق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.