12 ألف سيارة للعلامة الألمانية خلال السنة الأولى من الإنتاج تحقق حلم مصنع «فولكسفاغن» أخيرا بإسدال الستار على النماذج التي ستركب بالجزائر من نوع «سيات إبيزا» و»سكودا أُكتفايا» و»كادي» وسيارة «غولف-7» الرياضية، حيث أشرف، أمس الأول، وزير التجارة أحمد عبد الحفيظ الساسي على تدشين المصنع بالمنطقة الصناعية سيدي خطاب، ولاية غليزان، بحضور عدد من الولاة وبعض سفراء الاتحاد الأوروبي. بات بإمكان الجزائريين اقتناء سيارات «فولكسفاغن» الألمانية ابتداء من السنة الجارية، مركبة محليا بأيدٍ جزائرية. غير أن وزير التجارة دعا إلى التحول بشكل سريع من مرحلة التركيب إلى التصنيع الحقيقي في القريب العاجل والتوجه نحو التصدير كمرحلة ثالثة من المشروع، مؤكدا أن الحكومة تسعى إلى تعزيز الصناعة الميناميكية أكثر من أي وقت مضى. بن الساسي دعا في كلمته خلال الافتتاح الرسمي لمصنع فولسفاغن بغليزان، إلى التحول مباشرة في غضون مدة قصيرة إلى مرحلة التصنيع الحقيقية، قائلا: «إن ذلك هو الهدف الذي تسعى الحكومة لتحقيقه من خلال الشراكة التي وصفها بالمتميزة والعريقة». وأضاف وزير التجارة، أن الشريك الألماني ذا الجودة العالية في العالم يحظى بثقة كبيرة لدى المستهلك الجزائري، قائلا: «إن اتجاه الحكومة الجزائرية هو إنشاء قاعدة كبيرة للصناعة الميكانيكية وان كان مصنع فولسفاغن كمرحلة أولى»، موضحا أن الجزائر تملك كل المؤهلات التي تجعل منها وجهة لتسويق المنتج نحو السوق الإفريقية. في هذا الإطار، قال بن الساسي، مقتنعون أن تحقيق ما نريد بالنسبة لهذه الصناعة سيتحقق مرحليا، لكن يبقى على مجمعي «سوفاك» و»فولكسفاغن» توضيح هذه الخطوات التي نأمل من خلالها توسيع رقعة تصنيع السيارات وليس تركيبها وذلك في المستقبل القريب لتحقيق الأهداف المسطرة من خلال هذه الشراكة مع مجمع «سوفاك». المجمع العالمي أثبت جدارته أنه سيكون حليفا وشريكا، يقول وزير التجارة. مضيفا، أن «سوفاك معنا لتعزيز صناعة السيارات وجعل من الجزائر منطلقا حقيقيا»، «من خلال أولا اكتساب مهارات التصنيع والتكنولوجيا وثانيا توسيع رقعة هذا القطاع وثالثا جعل الجزائر مصدرا لهذه السيارات». كما تطرق بن الساسي في كلمته التي حضرها ممثلون كبار عن مجمع «فولكسفاغن»، أن رقم الأعمال للمجمع بالجزائر منذ سنوات عديدة كان مهما دائما، وهذا يكون بالنسبة لنا حافزا للصعود إلى مرحلة أخرى من التصنيع وفرصة أخرى لخلق مناصب الشغل، داعيا إلى توسيع هذا المصنع إلى ما له الفائدة للاقتصاد الوطني من خلال تجسيد مصانع أخرى للمناولة والاندماج الاقتصادي ولاكتساب المهارات والتكنولوجيا المعروفة بها مصانع «فولكسفاغن» لتحقيق التصدير والعمل على استحداث صناعة حقيقية خلاقة للثروة». من جهته قال هربرت دايس، المدير العام وعضو مجلس إدارة مجمع «فولكسفاغن»، إن ثمرة الشراكة بين الجزائر وألمانيا تحققت بانطلاق مشروع تركيب السيارات بلغيزان، مشيرا إلى أن المجمع يحترم كل البنود الموقعة مع مجمع سوفاك، مؤكدا في نفس الوقت أن مناخ الاستثمار بالجزائر مريح ومشجع لتوسيع نشاط «فولكسفاغن». بدوره أشار مدير مجمع سوفاك مراد عولمي، إلى التحديات الكبيرة التي واجهت المجمع في تحقيق حلم المصنع وفي مقدمتها التحدي الزمني والتمويل المادي، مستطردا أن كل ذلك لم يثن عزيمة المجمع عن تحقيق المشروع الذي يسعى إلى الريادة في منطقة شمال إفريقيا والعمل بنفس المعايير المعمول بها عالميا. 170 مليون أورو استثمار من المقرر أن ينتج مصنع التركيب «فولسفاغن»، 12 ألف سيارة، على أن يتم رفع هذه الطاقة إلى 100 ألف سيارة سنويا، بعد خمسة أعوام، من مختلف الأصناف، على غرار السياحية والنفعية وكذا العلامتين «سكودا» و»سيات»، حيث تم إقامة المصنع بالمنطقة الصناعية لسيدي خطاب على مساحة تفوق 150 هكتار باستثمار مالي بنحو 170 مليون أورو. كما ستمثل نسبة الاندماج بهذه الوحدة الصناعية 15 من المائة، في حين قد تصل إلى حدود 40 من المائة بعد خمس سنوات لدخول المصنع حيز الإنتاج. كما يساهم هذا المشروع عند دخوله حيز الإنتاج حوالي 1400 منصب شغل مباشر وغير مباشر لسكان المنطقة وكذا الولايات المجاورة، وهو المسعى الذي ترمي إليه الحكومة، بحسب وزير التجارة.