سيادة اقتصادية واستقلالية مالية دعا رئيس حزب تجمع أمل الجزائر «تاج» عمر غول، أمس، الطبقة السياسية والاجتماعية إلى بناء إجماع وطني حول التنمية الاقتصادية، والخروج بخارطة طريق لمواجهة الأزمة الاقتصادية، وفي موضوع آخر أكد مشاركة حزبه عبر كل البلديات والولايات في المحليات القادمة. أوضح غول «أن فشل الطبقة السياسية في تحقيق إجماع وطني سياسي يحتم علينا رغم اختلافنا في التوجهات أن نجد طريقا لمواجهة التحديات الاقتصادية المحدقة بالبلاد في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على الجزائر». وأشار غول في كلمة له ألقاها، أمس، خلال اجتماع المكتب السياسي للحزب بمقره بالعاصمة إلى أن التوافق حول إجماع وطني بات ضروريا أكثر من اللازم في الوقت الحالي، قائلا» لابد من سيادة اقتصادية واستقلالية مالية حتى تتمكن البلاد من بلوغ التنمية الحقيقية». ولم يبرر الرجل الأول على رأس «تاج» فشل إجماع الطبقة السياسية لتحقيق أرضية واحدة لكنه دعا جميع الأطراف الفاعلة إلى تجنب الخلافات والمشاركة في وضع خارطة طريق جديدة تشاركية لمواجهة الأزمة بشكل سريع. وفي هذا الإطار دعا غول الحكومة إلى أخذ الوقت اللازم لرعاية هذا الإجماع الذي دعا إليه قبل انعقاد الثلاثية المقررة في 23 من الشهر القادم، مؤكدا أن الجزائر بحاجة ماسة إلى طي الخلافات السياسية لدعم الاقتصاد الوطني، مثمنا في نفس الوقت رسالة رئيس الجمهورية الداعية إلى مواجهة التحديات. وفي سياق ذي صلة دعا غول إلى توجيه الدعم المباشر للفئات الهشة والعائلات الفقيرة، مشيرا إلى أن نسبة النمو المقدرة ب 3.3 بالمائة سنويا تأتي من عائدات الإنفاق العمومي دون وجود إنتاج وهو ما يؤثر على الاقتصاد الوطني. كما طالب رئيس «تاج» بضرورة استدراك الخلل الموجود في الحلقة الإنتاجية برفعه والتوجه نحو استثمار بناء خارج الإنفاق العمومي، مؤكدا على حتمية بناء اقتصاد خارج قطاع المحروقات، موضحا أن الدعم الاجتماعي المقدر ب 40 مليار دينار سنويا يجب توزيعه مباشرة إلى العائلات الفقيرة والمعوزة. وفيما يتعلق بالمشهد السياسي وبالضبط الانتخابات المحلية المقبلة، المقررة شهر نوفمبر المقبل، قال عمار غول « بأن الحزب قرر دخول غمار الاستحقاقات المقبلة على مستوى كل بلديات الوطن المقدر عددها ب 1451 بلدية و48 مجلسا ولائيا، وبهذا يكون لحزب «تاج» أول مشاركة له في الانتخابات المحلية بعد النجاح الذي حققه في الانتخابات التشريعات الماضية، مؤكدا بأنه سيتم الإعلان عن برنامج الحزب تحسبا للانتخابات المحلية المقبلة في غضون الأيام المقبلة. وأكد غول التحضير الجيد للمحليات المقبلة التي ستكون المحطة الثانية للحزب بعد مشاركته في التشريعيات التي قال إنه أصبح بعدها القوة السياسية الثالثة في البلاد، بعد النتائج الإيجابية المحققة، وهو الأمر الذي يتطلع إليه في انتخابات المجالس البلدية والولائية القادمة. كما تطرق رئيس «تاج» إلى الوضع الدولي وتأثيره على الجزائر، حيث حذر من مخطط أجنبي يحاك في الوقت الراهن لضرب استقرار الجزائر، الأمر الذي يتطلب أخذ الحيطة والحفاظ على استقرار البلاد، سيما وأن الجزائر تعد البلد الوحيد في المنطقة الذي يعيش أوضاعا مستقرة. وقال المتحدث إن هناك لوبيات تعمل على زرع الفتنة والعنصرية في العالم لضرب الإسلام والمسلمين»، قائلا «العالم يعرف اليوم هاجسا أمنيا بسبب العمليات الإرهابية والإجرام الذي تعرفه جل دول العالم عبر آسيا، أوروبا وأمريكا. وربط المتحدث الهجمات الإرهابية التي تعرفها عدة بلدان في الخارج إلى وجود لوبيات تستغل الملف الأمني لضرب الإسلام والمسلمين، خاصة الجمعيات العنصرية السابقة والجديدة التي تعمل على نشر وتقوية مساحات الإسلاموفوبيا»، مضيفا أن هناك نفاق سياسي دولي، خاصة وأنّ التفجيرات هي مخططات لزرع الخوف في العالم. كما وجه غول دعوة إلى الأشقاء في الخليج العربي لتبني حوار شامل بخصوص الأزمة القطرية مع دول الحصار، وأضاف في هذا الشأن أن مخططا تعمل عليه دول وقوى كبرى يستهدف إضعاف الموقف العربي الإسلامي ويزرع الفتنة، مشددا على ضرورة الحوار كحل وحيد لكل الأزمات.