أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، عن تعيين مبعوث خاص لمنطقة الساحل الإفريقي خلال اجتماع مع سفراء فرنسا عبر العالم. وستوكل له مهمة ضمان التجانس، بين البعثات الدبلوماسية والعسكرية الفرنسية المتواجدة بالمنطقة. عيّنت فرنسا الدبلوماسي جان مارك شاتينييه مبعوثا خاصا في منطقة الساحل الأفريقية، وهي المنطقة التي لفرنسا حضور عسكري وسياسي فاعل فيها، وتعتبرها منطقة نفوذ حيوي لا يمكن الاستغناء عنه. وستكون مهمة المسؤول الجديد، جان مارك شاتنييه، العمل على تجانس البعثات الدبلوماسية والعسكرية الفرنسية في المنطقة. وكشف عن قرار تعيين المسؤول الدبلوماسي وزير الخارجية جان إيف لودريان خلال اجتماع له مع سفراء فرنسا عبر العالم في العاصمة باريس. وقال لودريان في كلمة أمام سفراء فرنسا في العالم بمناسبة اجتماعهم السنوي، إن منطقة الساحل حيث ينتشر أربعة آلاف عسكري فرنسي في إطار عملية برخان لمكافحة الإرهاب “هي مكان رئيسي لانخراطنا في مكافحة الإرهاب وفي سبيل السلام”. وأضاف: “نحن منخرطون أيضا على الصعيد السياسي ولا سيما من أجل أن يتم أخيرا تطبيق اتفاق الجزائر (للسلام) في مالي، ومن أجل دعم التنمية الاقتصادية في المنطقة”، وشدّد الوزير على أهمية “الدمج بين أدوات الأمن والتنمية” من أجل مكافحة الإرهاب. ويشغل جان مارك شاتينييه حاليا منصب المدير العام ل “معهد بحوث التنمية”، وستكون مهمته في منطقة الساحل بحسب وزير الخارجية الفرنسية لودريان “الحفاظ على تجانس عملنا في كل الميادين وإقناع شركائنا”. وكشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منذ توليه مقاليد الحكم، أن المنطقة تحظى بأولوية قصوى في سياسته الخارجية، حيث كانت أول زيارة له لإفريقيا، لمدينة غاو شمال مالي، أين تتواجد القيادة العامة لعملية برخان. وأعلن خلال اجتماعه السنوي بسفراء البلاد، أن إفريقيا بصفة عامة هي المستقبل ونقطة محورية في دبلوماسية بلاده ولا يمكن أن يتخلى عنها. وذهب ماكرون أبعد في تعامله مع القارة الإفريقية، حيث استحدث آليات عمل جديدة غير مألوفة سابقا، كما استحدث مجلسا رئاسيا لإفريقيا مكونا من 15 عضو، سيقدمون له تقارير دورية عن مختلف المجالات التي تخص القارة. ويندرج استحداث فرنسا، لمنصب مبعوث خاص لمنطقة الساحل الإفريقي، لتفادي الاختلالات بين البعثات العسكرية والدبلوماسية والتنسيق فيما بينها، قصد تقوية العمل الميداني الهادف لبسط النفوذ وتعزيزه. ولجأ الرئيس الفرنسي لإنشاء آليات العمل الدبلوماسية لتخفيف العبء على البعثات العسكرية، خاصة بعد توجّهه نحو خفض ميزانية الدفاع، والتي تسبّبت في خلاف حاد بينه وبين قائد الأركان السابق المستقيل بيار دوفلييه.